responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الذريعة إلى حافظ الشريعة نویسنده : رفيع الدين محمد الجيلاني    جلد : 1  صفحه : 47

ومثله في الكشّاف، وزيد فيه: «لأنّه مُولى أعظم النِّعم، فكان حقيقاً بأقصى‌ غاية الخضوع». [1]

أقول: لا شكّ في أنّه تعالى‌ مُولى أعظم النِّعم، وأنّه حقيقٌ بأقصى‌ غاية الخضوع، ولكنّ الكلام في أنّه هل هو معنى العبادة ومناط تحقّقها، أم معناها أعمّ من ذلك؟ ولم يذكر أهل اللغة- الذين كتبهم متداولة- لها معنى، والشارع استعمل ما اشتقّ منها مرّة في تعظيم المشركين لأصنامهم وتقريب القربان لأجلها، ومرّة في اتّباع الهوى والشيطان، وعهِدَ سبحانه إلى العباد بوساطة السفراء والأنبياء أن لا يعبدوا الشيطان، وأمر بقصر العبادة له تعالى‌، ونهى‌ عن اتّخاذ معبود سواه، كقوله تعالى‌: «إِيَّاكَ نَعْبُدُ»، [2] وقوله تعالى‌: «أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَ لا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً» [3]، وقوله تعالى‌: «أَ لَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ وَ أَنِ اعْبُدُونِي هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ» [4]، وقوله تعالى‌:

«وَ يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَضُرُّهُمْ وَ لا يَنْفَعُهُمْ وَ يَقُولُونَ هؤُلاءِ شُفَعاؤُنا عِنْدَ اللَّهِ» [5]، وقوله تعالى‌ حكايةً عن عَبَدة الأوثان: «لَوْ شاءَ الرَّحْمنُ ما عَبَدْناهُمْ» [6]، وقوله تعالى‌:

«أَ تَعْبُدُونَ ما تَنْحِتُونَ» [7] إلى‌ غير ذلك.

ومقتضى‌ كلام هؤلاء الأعلام أنّ أقصى‌ غاية الخضوع هو المناط في تحقّقها، وهو المختصّ باللَّه تعالى‌، وأنّ التوبيخات التي وردت على الإطاعة والاتّباع للشيطان والهوى إنّما هي إذا كان اتّباعاً على‌ ذلك الحدّ من الخضوع، ولو كان دون الأقصى‌


[1]. الكشّاف، ج 1، ص 62.

[2]. الفاتحة (1): 5.

[3]. آل عمران (3): 64.

[4]. يس (36): 60- 61.

[5]. يونس (10): 18.

[6]. الزخرف (43): 20.

[7]. الصافّات (37): 95.

نام کتاب : الذريعة إلى حافظ الشريعة نویسنده : رفيع الدين محمد الجيلاني    جلد : 1  صفحه : 47
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست