responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الذريعة إلى حافظ الشريعة نویسنده : رفيع الدين محمد الجيلاني    جلد : 1  صفحه : 45

اللّهمَّ إلّاأن يُقال: إنّ الحمد على الصفات الذاتيّة مدرجٌ في قوله 7: «بكلّ ما حمده به أدنى‌ ملائكته إليه ...» إلى آخره.

والغرض فيما بعدَ ثمّ استغراقُ النِّعم المحمود عليها- سواءً كانت واصلةً إلى الحامد أو غير الحامد- لا استغراق مطلق المحمود عليه.

وليعلم أنّ كلّ فعلٍ منه تعالى‌ محمودٌ عليه؛ لأنّ أصل الإيجاد الذي هو بحرٌ فراتٌ سائغٌ شرابه نعمةٌ جليلة، تشعّبت منها عامّة أنهار النِّعم والآلام وإن كانت في عداد الضرر، إلّاأنّها على المؤمن ممّا يرفع اللَّه به شأنه، أو يدفع به ما شانَه، كسقي الطبيب الشفيق الأدوية المرّة البَشِعَة [1] لحفظ الصحّة أو إزالة المرض؛ فهي إذَن نعمة.

وأمّا آلآم الكفّار فهي تفريح للمؤمن وشفاء لغيظه؛ ولذا قال قدوة العارفين أمير المؤمنين 7 في خطبة من خطب نهج البلاغة: «نَحْمَدُه على‌ ما أخَذَ وأعطى‌، وعلى‌ ما أبْلى‌ وابْتَلى‌» [2].

وفي خطبةٍ اخرى‌: «أحْمَدُ اللَّهَ على ما قَضى‌ من أمْرٍ، وقَدَّرَ من فِعْلٍ، وعلى ابتلائي بكم» [3].

وقال تعالى‌: «قاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَ يُخْزِهِمْ وَ يَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَ يَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَ يُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلى‌ مَنْ يَشاءُ» [4].

وقد جرى‌ على لساني من بركات علومهم : ما في القصيدة اللاميّة التي قلت فيهم (شعر):

أتحسب الضُرّ ليست فيه منفعةٌ* * * حاشاه حاشاه ما هذا بمحتمل‌

هذا اجاجٌ ولكن عند ذي سقمٍ‌* * * من صحّ كان له أحلى‌ من العسل‌

صحّح مزاجك إن شئت التلذّذ من‌* * * طعم النوائب والأسقام والعلل‌

مزاج نفسك لا النفس التي اشتركت‌* * * فيها البهائم ذات النهق والصهل‌


[1]. البَشِع: الخشن من الطعام وكريه الطعم منه. لسان العرب، ج 8، ص 11 (بشع).

[2]. نهج البلاغة، ص 190، الخطبة 132.

[3]. نهج البلاغة، ص 258، الخطبة 180.

[4]. التوبة (9): 14 و 15.

نام کتاب : الذريعة إلى حافظ الشريعة نویسنده : رفيع الدين محمد الجيلاني    جلد : 1  صفحه : 45
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست