اللّهمَّ إلّاأن يُقال: إنّ الحمد على الصفات الذاتيّة مدرجٌ في قوله 7: «بكلّ ما حمده به أدنى ملائكته إليه ...» إلى آخره.
والغرض فيما بعدَ ثمّ استغراقُ النِّعم المحمود عليها- سواءً كانت واصلةً إلى الحامد أو غير الحامد- لا استغراق مطلق المحمود عليه.
وليعلم أنّ كلّ فعلٍ منه تعالى محمودٌ عليه؛ لأنّ أصل الإيجاد الذي هو بحرٌ فراتٌ سائغٌ شرابه نعمةٌ جليلة، تشعّبت منها عامّة أنهار النِّعم والآلام وإن كانت في عداد الضرر، إلّاأنّها على المؤمن ممّا يرفع اللَّه به شأنه، أو يدفع به ما شانَه، كسقي الطبيب الشفيق الأدوية المرّة البَشِعَة [1] لحفظ الصحّة أو إزالة المرض؛ فهي إذَن نعمة.
وأمّا آلآم الكفّار فهي تفريح للمؤمن وشفاء لغيظه؛ ولذا قال قدوة العارفين أمير المؤمنين 7 في خطبة من خطب نهج البلاغة: «نَحْمَدُه على ما أخَذَ وأعطى، وعلى ما أبْلى وابْتَلى» [2].
وفي خطبةٍ اخرى: «أحْمَدُ اللَّهَ على ما قَضى من أمْرٍ، وقَدَّرَ من فِعْلٍ، وعلى ابتلائي بكم» [3].