responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الذريعة إلى حافظ الشريعة نویسنده : رفيع الدين محمد الجيلاني    جلد : 1  صفحه : 329

باب النهي عن الصفة بغير ما وصف به نفسه‌

قوله: (ولا تَعْدُوا القرآنَ فَتَضِلّوا بعد البيانِ). [ح 1/ 273]

قد ورد عن أمير المؤمنين 7 في هذا الباب ما هو دستور لُاولي الألباب؛ قال 7 في خطبة الأشباح من خطب نهج البلاغة بعدما سأله سائلٌ وقال: صِفْ لنا ربّك، نزد له معرفةً وبه حبّاً، فأمر 7 بالصلاة جامعةً، ثمّ صعد المنبر، وخطب خطبةً بليغةً مشتملةً على‌ تقديس اللَّه وتنزيهه: «فَانظُرْ أيُّها السائلُ، فما دَلَ‌ [1] عليه القرآن من صنعته‌ [2] فَأْتَمَّ به، واستِضيْ بنور هدايته، وما كَلَّفَكَ الشيطانُ عِلْمَه ممّا ليس عليك في الكتاب‌ [3] فَرْضُه، ولا في سنّة النبيّ وأئمّة الهُدى أَثَرُه، فكِلْ عِلْمَه إلى اللَّه سبحانه؛ فإنّ ذلك منتهى حقّ اللَّه عليك. واعلم أنّ الراسخينَ في العلم هم الذين أغناهم عن اقتحام السُّدَدِ المضروبةِ دونَ الغيوبِ الإقرارُ بجملة ما جَهِلوا تفسيرَه من الغيب المحجوب، فمَدَحَ اللَّهُ تعالى اعترافَهم بالعجز عن تناول ما لم يُحيطوا به عِلْماً، وسمّى تركهم التعمّقَ فيما لم يُكَلِّفْهُمْ البحثَ عن كنهه رسوخاً، فاقتصِرْ على‌ ذلك، ولا تُقَدِّرْ عظمةَ اللَّهِ سبحانه على‌ قَدْرِ عقلك، فتكونَ من الهالكين» الحديث. [4]

أقول: قوله 7: «الراسخين في العلم» ناظرٌ إلى قوله تعالى‌: «هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَ أُخَرُ مُتَشابِهاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَ ابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ وَ ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا» [5].


[1]. في المصدر: «دلّك».

[2]. في المصدر: «صفته».

[3]. في المصدر: «في الكتاب عليك».

[4]. نهج البلاغة، ص 125، الخطبة 91.

[5]. آل عمران (3): 7.

نام کتاب : الذريعة إلى حافظ الشريعة نویسنده : رفيع الدين محمد الجيلاني    جلد : 1  صفحه : 329
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست