responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الذريعة إلى حافظ الشريعة نویسنده : رفيع الدين محمد الجيلاني    جلد : 1  صفحه : 110

مجتهدٌ بصدق متضمّنه، كيف ومن رجال بعض الأسانيد من هو مشهورٌ بالكذب وفساد المذهب وسوء الحال، كأحمد بن هلال ومن لُقّبوا بالممطورة؛ [1] لعداوتهم مع الأئمّة :، والواقفيّة التي كانوا على الوقف مدَّةَ حياتهم؟! وهل يظنّ بثقة الإسلام ومن كان مثلَه في ثقته وعقله ودينه أن يحكم بما ظنّ بصحّته من جهة ظنّ بحسن حال رجال سنده، بأنّي أوردته ليكون مرجعاً للإخوان، يعملون به إلى انقضاء الدهر، وما عسى أبو حنيفة يتوقّع من أصحابه ذلك مع جرأته على اللَّه وعدم ديانته وتقواه؟!

وقد تلخّص بما ذكرنا أنّ طريق السلوك في أخبار الكافي وما كان مثله- ممّا اخبر بصحّته بالمعنى الذي ذكرناه- أن لا يترك الحديث بمجرّد أنّ راويَهُ ممّن لم يُذكر في كتب الرِّجال بالتوثيق، بل يجعل تصحيح المؤلّف لأصل الحديث بمنزلة توثيق الرِّجاليّين لراويه إن لم يجعل أقوى، ويجري في المتعارضات الترجيحاتُ المأثورة على‌ وجه الأخذ بالأحرى إن تيسّر، وإلّا العمل بواحد على‌ وجه التسليم، وأنّه حكمٌ واصليّ إلى زمان فرج آل محمّد :، الذي هو زمان ظهور الأحكام الواقعيّة، كما أنّ فصل المرافعات في هذه النشأة بالظاهر، والحكم الواقعي في النشأة الآخرة، ويحتاط في العمل بقدر أن لايُفضي إلى الضيق والشغل عمّا هو أهمّ من الضروريّات الدينيّة والمعارف اليقينيّة، وسيجي‌ء في كتاب الإيمان والكفر أنّ «أفضل العبادة إدمان التفكّر في اللَّه وفي قدرته». [2]

نقلُ مقالٍ لينتفع به من فُتحت عين عبرته:

قال الشيخ الجليل بهاء الملّة والدِّين (قدس سره) في مشرق الشمسين:

فإن قلت: إنّ كثيراً من الرواة كعليّ بن أسباط والحسن بن بشّار وغيرهما كانوا أوّلًا من غير الإماميّة، ثمّ تابوا ورجعوا إلى الحقّ؛ والأصحاب يعتمدون على حديثهم ويثقون‌


[1]. الممطورة: الكلاب المبتلّة بالمطر. ولقّبوا الواقفيّة وبعض فرق الشيعة المنحرفة بذلك، بمناسبة كمال الاحترازعنهم، ككمال الاحتراز عن تلك الكلاب. راجع: بحار الأنوار، ج 48، ص 268.

[2]. الكافي، ج 2، ص 55، باب التفكّر، ح 3.

نام کتاب : الذريعة إلى حافظ الشريعة نویسنده : رفيع الدين محمد الجيلاني    جلد : 1  صفحه : 110
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست