الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ* لا يَزالُ بُنْيانُهُمُ الَّذِي
بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَ اللَّهُ
عَلِيمٌ حَكِيمٌ»[1]، و المنافقون
إنّما بنوا ذلك بأمر أبي عامر الراهب، و أنّه كان قد ترهّب في الجاهليّة، و لبس
المسوح، فلمّا قدم النبيّ صلى الله عليه و آله حَزَّب عليه الأحزاب، ثمّ هرب إلى
مكّة، و بعد فتح مكّة هرب إلى الطائف، فلمّا أسلم أهل الطائف لحق بالشام و خرج إلى
الروم و تنصّر، و كان قد أرسل إلى المنافقين: أن استعدّوا و ابنوا مسجداً، فإنّي
أذهب إلى قيصر و آتي من عنده بجنوده و اخرج محمّداً من المدينة، فكان هؤلاء
المنافقون يتوقّعون أن يجيئهم أبو عامر، فمات قبل أن يبلغ ملك الروم، و أبو عامر
هذا هو أبو حنظلة غسيل الملائكة الشهيد بأُحد، و قد سمّاه رسول اللَّه صلى الله
عليه و آله أبا عامر الفاسق.[2] و المشربة
بضمّ الراء و فتحها: الغرفة.[3] و مشربة
امّ إبراهيم هي مسكن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و مصلّاه.[4] قوله في خبر عمّار
بن موسى: (كانت امرأة جعفر التي خلّف عليها أمير المؤمنين عليه السلام) [ح 6/ 8134] هي أسماء بنت
عميس.
و قد سبق أنّها كانت اخت
ميمونة، و كانت تحت جعفر بن أبي طالب و أنّها ولدت له:
محمّداً و عبد اللَّه و
عوناً، ثمّ تزوّجها أبو بكر فولدت له محمّد، ثمّ تزوّجها عليّ عليه السلام فولدت
له يحيى بن عليّ،[5] و هذا
الخبر يدلّ على أنّها لم تكن شاهدة لردّ الشمس، و أنّها إنّما سمعت القصّة عن عليّ
عليه السلام،
و قد روى من الطريقين
أنّها قد شاهدته، ففي الفقيه: روي عن أسماء بنت عميس، أنّها قالت: بينا رسول
اللَّه صلى الله عليه و آله نائم ذات يوم و رأسه في حجر عليّ عليه السلام ففاتته
العصر حتّى غابت الشمس، فقال: «اللّهمَّ إنَّ عليّاً كان في طاعتك و طاعة رسولك
فاردد عليه