فقد أجمع الأصحاب على
ثبوته بدلًا عن الوضوء و الغسل جميعاً، في السفر و الحضر معاً؛ للأخبار المتظافرة
من الطريقين، و سيأتي بعضها، و لقوله تعالى: «وَ إِنْ كُنْتُمْ
مَرْضى أَوْ عَلى سَفَرٍ أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ أَوْ
لامَسْتُمُ النِّساءَ فَلَمْ تَجِدُوا ماءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً»[1]؛ بناء على أنّ
ملامسة النساء كناية عن الجماع؛ لأنّه بها يتوصّل إليه كما ذهب إليه أهل البيت، و
حكاه في كنز العرفان عن ابن عبّاس[2] و مجاهد[3] و قتادة[4] و الحسن[5]، و احتجّ
عليه بقول الصادق عليه السلام، و قد سئل عن معنى الآية، قال: «ما يعني إلّا
المواقعة دون الفرج»[6].
و نقل- طاب ثراه- عن عمر
و بعض العامّة أنّ الجنب لا يصلّي حتّى يجد الماء و ليس عليه تيمّم[7]؛ زعماً
منهم اختصاص الآية بالحدث الأصغر، و هو مبنيّ على حملهم
[2]. التبيان، ج 3، ص 205؛ مجمع البيان، ج 3، ص
93- 94؛ تفسير القرآن لعبد الرزّاق، ج 1، ص 184؛ جامع البيان للطبري، ج 5، ص 143-
144؛ تفسير السمعاني، ج 1، ص 431؛ معاني القرآن للنحّاس، ج 2، ص 276؛ تفسير
البغوي، ج 1، ص 423؛ التفسير الكبير للفخر الرازي، ج 10، ص 112؛ تفسير القرآن
العظيم لابن كثير، ج 1، ص 514، في تفسير سورة النساء.
[3]. التبيان، ج 3، ص 205؛ مجمع البيان، ج 3، ص
93- 94؛ جامع البيان للطبري، ج 5، ص 145؛ تفسير البغوي، ج 1، ص 423؛ تفسير القرآن
العظيم لابن كثير، ج 1، ص 514، في تفسير سورة النساء.
[4]. التبيان، ج 3، ص 205؛ مجمع البيان، ج 3، ص
93- 94؛ تفسير البغوي، ج 1، ص 423؛ تفسير القرآن العظيم لابن كثير، ج 1، ص 514؛
تفسير القرآن لعبد الرزّاق، ج 1، ص 184 عن قتادة، عن ابن عبّاس. كلّهم في تفسير
سورة النساء.
[5]. جامع البيان للطبري، ج 5، ص 145؛ تفسير
البغوي، ج 1، ص 423؛ تفسير القرآن العظيم لابن كثير، ج 1، ص 514، في تفسير سورة
النساء.
[6]. تهذيب الأحكام، ج 1، ص 22، ح 55؛ الاستبصار،
ج 1، ص 87، ح 278، و فيه:« المواقعة في الفرج»؛ وسائل الشيعة، ج 1، ص 271، ح 707.
[7]. الإحكام لابن حزم، ج 2، ص 144؛ تفسير
الثعلبي، ج 3، ص 321 و 322؛ تفسير البغوي، ج 1، ص 436.