الحمد للَّه ربّ
العالمين، و صلّى اللَّه على سيّد الأنبياء و خاتم المرسلين محمّد، و على آله
الطيّبين الطاهرين المعصومين، الّذين أذهب اللَّه عنهم الرجس و طهّرهم تطهيراً،
أمّا بعد:
فإنّ كتاب الكافي من
أحسن الكتب المصنّفة في فنون علوم الإسلام، و أحسنها ضبطاً، و أضبطها لفظاً، و
أتقنها معنى، و أكثرها فائدة، و أعظمها عائدة.
و قد تصدّى جماعة من
أعاظم العلماء لشرحه، خصوصاً لقسم الاصول منه، و من جملتها شرح المولى محمّد صالح
المازندراني قدس سره، و هو شرح مزجي، حسن العبارة، خال من التكلّف، خارج عن
الحدّين: الإفراط و التفريط، و هو من أحسن الشروح، لكنّه اكتفى على شرح الاصول و
الروضة و لم يشرح الفروع منه، قال الاستاذ الأكبر الوحيد البهبهاني قدس سره في آخر
الفصل الثالث من رسالة الاجتهاد:
يا أخي، حال المجتهدين
المحتاطين حال جدّي العالم الربّاني، و الفاضل الصمداني، مولانا محمّد صالح
المازندراني، فإنّي سمعت أبي رحمه الله: أنّه بعد فراغه من شرح اصول الكافي أراد
أن يشرح فروعه أيضاً، فقيل له: يحتمل أن لا يكون لك رتبة الاجتهاد! فترك لأجل ذلك
شرح الفروع، و من لاحظ شرح اصوله عرف أنّه كان في غاية مرتبة من العلم و الفقه، و
في صغر سنّه شرح معالم الاصول، و من لاحظ شرح معالم الاصول علم مهارته في قواعد
المجتهدين في ذلك السنّ.[1] لكن حكى
المحدّث النوري قدس سره عن العالم الجليل السيّد حامد حسين الهندي قدس سره أنّه
[1]. رسالة الاجتهاد، ص 11؛ خاتمة المستدرك، ج 2،
ص 195؛ روضات الجنّات، ج 4، ص 119.