السكوني، عن جعفر، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام، قال: «نهى
رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أن يستقبل الرجل الشمس و القمر بفرجه و هو يبول».[1] و في الحسن
عن محمّد بن يحيى الكاهلي، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، قال: «قال رسول اللَّه
صلى الله عليه و آله: لا يبولنّ أحدكم و فرجه باد للقمر يستقبل به».[2]
و صرّح الأكثر بكراهتهما
مطلقاً[3]، بل ظاهر
المفيد حرمتهما كذلك؛ حيث قال:
«و لا يجوز لأحد أن
يستقبل بفرجه قرصي الشمس و القمر في بول و لا غائط»[4].
و الأولى الاقتصار على
مورد النصّ، و في كلام الصدوق حزازة اخرى كما لا يخفى.
قوله في خبر السكوني:
(نهى النبيّ صلى الله عليه و آله أن يطمح الرجل ببوله من السطح، أو من الشيء
المرتفع في الهواء). [ح 4/ 3873]
و مثله ما رواه الشيخ في
الصحيح عن مسمع، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، قال: «قال أمير المؤمنين عليه
السلام: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: يكره للرجل- أو ينهى الرجل- أن
يَطمَحَ ببَوله من السطح في الهواء».[5]
قوله: «في الهواء» في الخبرين متعلّق ب «يطمح»، و في القاموس: «طمح ببوله: رماه في
الهواء»[6]. فيكون
قيدُ «في الهواء» فيهما مبنيّاً على التجريد، و لعلّ السرّ في ذلك النهي تأذّي
الجنّ منه؛ لأنّ مسكنهم في الهواء على ما رواه المصنّف قدس سره في باب تشييد
البناء من أبواب الزيّ و التجمّل من هذا الكتاب عن الصادق عليه السلام: «إنّ
الشيطان ليس في
[1]. تهذيب الأحكام، ج 1، ص 34، ح 91؛ وسائل
الشيعة، ج 1، ص 342، ح 902.
[2]. تهذيب الأحكام، ج 1، ص 34- 35، ح 92؛ وسائل
الشيعة، ج 1، ص 342، ح 903.
[3]. انظر: شرائع الإسلام، ج 1، ص 15؛ قواعد
الأحكام، ج 1، ص 180؛ منتهى المطلب، ج 1، ص 242؛ تذكرة الفقهاء، ج 1، ص 119؛ تحرير
الأحكام، ج 1، ص 62؛ إيضاح الفوائد، ج 1، ص 14؛ جامع المقاصد، ج 1، ص 101؛ مسالك
الأفهام، ج 1، ص 32؛ روض الجنان، ج 1، ص 84؛ مدارك الأحكام، ج 1، ص 177.