responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ضياء الشهاب في شرح شِهاب الأخبار نویسنده : الراوندي، قطب الدين    جلد : 1  صفحه : 10

منها إنس ولا جان ، وهي فوق طاعة الإنسان ودون كلام الرحمن ، وكان صلى الله عليه و آله أفصح العرب ، وكان يقول : «وإنّ اللّه عزوجل أدّبني فأحسن أدبي ، وأنا من قريش ، ونشأت في بني سعد بن بكر» . وقال صلى الله عليه و آله «اُعطيتُ جوامع الكلم ، واختُصر لي الحديث اختصارا» . ولما كان كلام رسول اللّه صلى الله عليه و آله مشتملاً على أنواع المعارف والعلوم ، جامعا من الأحكام ما دقّ منها وجلّ ، كان لأهل الحديث مشارب شتّى في مصنّفاتهم الحديثيّة ؛ فمنهم من أفرد حديث رسول اللّه صلى الله عليه و آله مقتصرا على الأحكام الفقهيّة ، ومنهم من قصرها على سيرته ، ومنهم من خصّ الرقائق والمواعظ بالتأليف والجمع ، وغير ذلك . فقد ألّف الناس من كلامه صلى الله عليه و آله الدواوين ، وجمعت في ألفاظها ومعانيها الكتب ، ومنها ما لا يوازي فصاحته ولا يباري بلاغته . وكان من أبرز تلك الكتب التي عنيت عنايةً خاصةً بجمع جوامع الكلم من حديث رسول اللّه صلى الله عليه و آله كتابُ الشهاب للحافظ أبي عبداللّه محمّد بن سلامة القضاعيّ ، فقد انتخب جملة وافرةً من أحاديثه صلى الله عليه و آله ذات الكلمات القليلة والمعاني الكثيرة ، حتّى جاء كتابا جامعا لأصناف من العلوم والمعارف والآداب . وهو كتاب لطيف ، جامع لأحاديث قصيرة ، حاوية لجوامع الكلم ، وجرّد كتابه هذا من الأسانيد ، فسرد أحاديثه ، مُبوَّبةً على الأبواب ، مرتّبةً على الكلمات ، من غير تقييد بحرف ؛ تسهيلاً لحفظها وتناولها . فقد قام القضاعيُّ بإفراد حديثِ رسول اللّه صلى الله عليه و آله بالجمع ، مقتصرا على الحكم والوصايا والآداب والمواعظ والأمثال ،وذكر في مقدّمته كلمات يستظهر منها الغاية من تأليفه، فقد قال : وقد جمعت في كتابي هذا ممّا سمعته من حديث رسول اللّه صلى الله عليه و آله ألف كلمةٍ من الحكمة في الوصايا والآداب والمواعظ والأمثال ، قد سلمت من التكلّف مبانيها ، وبَعُدَت عن التعسّف معانيها ، وبانت بالتأييد عن فصاحة الفصحاء ، وتميّزت بهدي النبوّة عن بلاغة البلغاء ، وجعلتُها مسرودة يتلو بعضها بعضاً ،

نام کتاب : ضياء الشهاب في شرح شِهاب الأخبار نویسنده : الراوندي، قطب الدين    جلد : 1  صفحه : 10
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست