تعدّ الجنّة والنار أهمّ مسألة معرفيّة فيما يخصّ معرفة العالم و الإنسان و الدين . و إنّ فلسفة خلق الإنسان والعالم من منظار القرآن الكريم والحكمة الأساسيّة منه هي الرجوع إلى الباري تعالى ، ولولا هذه الحكمة لما كان خلق الإنسان عبثاً فحسب بل كان خلق جميع الموجودات عبثاً و باطلاً ، و لهذا فإن القرآن الكريم قد بيّن الهدف من خلق الإنسان بقوله : «أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَـكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ» . [1] كما بيّن الحكمة من خلق العالم بقوله تعالى : «وَ مَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَ الْأَرْضَ وَ مَا بَيْنَهُمَا بَـطِلاً ذَ لِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنَ النَّارِ * أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَ عَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِى الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ» . [2] ويقول تعالى شأنه أيضا : «أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُواْ السَّيِّـئاتِ أَن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ ءَامَنُواْ وَ عَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَّحْيَاهُمْ وَ مَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ * وَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَـوَ تِ