وبإسناده عن إسحاق بن يعقوب في التوقيع الذي ورد إليه عن مولانا صاحب الزمان صلوات اللَّه عليه: «وأمّا علّة ما وقع من الغيبة، فإنّ اللَّه عزّ وجلّ يقول: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ»[1] أنّه لم يكن أحد من آبائي عليهم السلام إلّا وقد وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه، وأنّي لأخرج حين أخرج، ولا بيعة لأحدٍ من الطواغيت في عنقي، وأمّا وجه الانتفاع بي في غيبتي، فكالانتفاع بالشمس إذا غيّبتها عن الأبصار السحاب، وإنّي لامّان أهل الأرض كما أنّ النجوم أمّان لأهل السماء، فاغلقوا باب السؤال عمّا لا يعنيكم، ولا تتكلّفوا علم ما كفيتم، وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج، فإنّ ذلك فرجكم، والسلام عليك يا إسحاق بن يعقوب وعلى من اتّبع الهدى».[2] قوله عليه السلام: «غيّبتها» تأنيثها لفاعلها. الجوهري: «السحابة» يجمع على السحاب والسحب والسحائب.[3] و«الأمّان» كرمّان: الأمين.
[1] المائدة (5): 101.[2] كمال الدين، ج 2، ص 483، ح 4.[3] الصحاح، ج 1، ص 146 (سحب).