responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام نویسنده : المحمدي الري شهري، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 908

1189.الملهوف : فَأَيُّ رَزِيَّةٍ عَدَلَت حُسَيناً

... قالَ الرّاوي : وَارتَفَعَت فِي السَّماءِ في ذلِكَ الوَقتِ غَبَرَةٌ شَديدَةٌ سَوداءُ مُظلِمَةٌ ، فيها ريحٌ حَمراءُ لا يُرى‌ فيها عَينٌ ولا أثَرٌ ، حَتّى‌ ظَنَّ القَومُ أنَّ العَذابَ قَد جاءَهُم ، فَلَبِثوا كَذلِكَ ساعَةً ثُمَّ انجَلَت عَنهُم . ورَوى‌ هِلالُ بنُ نافِعٍ قالَ : إنّي لَواقِفٌ مَعَ أصحابِ عُمَرَ بنِ سَعدٍ ، إذ صَرَخَ صارِخٌ : أبشِر أيُّهَا الأَميرُ ! فَهذا شِمرٌ قَد قَتَلَ الحُسَينَ . قالَ : فَخَرَجتُ بَينَ الصَّفَّينِ ، فَوَقَفتُ عَلَيهِ فَإِنَّهُ لَيَجودُ بِنَفسِهِ ، فَوَاللَّهِ ما رَأَيتُ قَتيلاً مُضَمَّخاً بِدَمِهِ أحسَنَ مِنهُ ولا أنوَرَ وَجهاً ، ولَقَد شَغَلَني نورُ وَجهِهِ وجَمالُ هَيأَتِهِ عَنِ الفِكرِ في قَتلِهِ ، فَاستَسقى‌ في تِلكَ الحالِ ماءً ، فَسَمِعتُ رَجُلاً يَقولُ لَهُ : وَاللَّهِ لا تَذوقُ الماءَ حَتّى‌ تَرِدَ الحامِيَةَ فَتَشرَبَ مِن حَميمِها .[1] فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : لا ، بَل أرِدُ عَلى‌ جَدّي رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، وأسكُنُ مَعَهُ في دارِهِ ، في مَقعَدِ صِدقٍ عِندَ مَليكٍ مُقتَدِرٍ ، وأشرَبُ مِن ماءٍ غَيرِ آسِنٍ‌[2] ، وأشكو إلَيهِ مَا ارتَكَبتُم مِنّي وفَعَلتُم بي . قالَ : فَغَضِبوا بِأَجمَعِهِم ، حَتّى‌ كَأَنَّ اللَّهَ لَم يَجعَل في قَلبِ أحَدٍ مِنهُم مِنَ الرَّحمَةِ شَيئاً ، فَاحتَزّوا رَأسَهُ وإنَّهُ لَيُكَلِّمُهُم ، فَعَجِبتُ مِن قِلَّةِ رَحمَتِهِم ! ! وقُلتُ : وَاللَّهِ لا اُجامِعُكُم عَلى‌ أمرٍ أبَداً ![3]

1190.مثير الأحزان : لَمّا اُثخِنَ [الحُسَينُ عليه السلام‌] بِالجِراحِ ، ولَم يَبقَ فيهِ حَراكٌ ، أمَرَ شِمرٌ أن يَرموهُ بِالسِّهامِ ، وناداهُم عُمَرُ بنُ سَعدٍ : ما تَنتَظِرونَ بِالرَّجُلِ ؟ وأمَرَ سِنانَ بنَ أنَسٍ أن يَحتَزَّ رَأسَهُ ، فَنَزَلَ يَمشي إلَيهِ وهُوَ يَقولُ : أمشي إلَيكَ وأعلَمُ أنَّكَ سَيِّدُ القَومِ ، وأنَّكَ خَيرُ النّاسِ أباً واُمّاً ! فَاحتَزَّ رَأسَهُ ، ورَفَعَهُ إلى‌ عُمَرَ بنِ سَعدٍ ، فَأَخَذَهُ فَعَلَّقَهُ في لَبَبِ‌[4] فَرَسِهِ .[5]


[1] مُبيرٌ : أي مهلكٌ يُسرف في إهلاك الناس (النهاية : ج 1 ص 161 «بور») .

[2] الحَمِيمُ : الماء الشديد الحرارة (مفردات ألفاظ القرآن : ص 254 «حمّ») .

[3] أسنَ الماء فهو آسن : إذا تغيّرت ريحه (النهاية : ج 1 ص 49 «أسن») .

[4] الملهوف : ص‌174، مثير الأحزان : ص‌75 نحوه، بحار الأنوار : ج‌45 ص‌57 وراجع: مروج الذهب: ج‌3 ص‌71.

[5] اللَّبَبُ : وهو المنحر من كلّ شي‌ء ، وبه سمّي لبب السرج (النهاية : ج 4 ص 223 «لبب») .

[6] مثير الأحزان : ص 74 .

نام کتاب : الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام نویسنده : المحمدي الري شهري، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 908
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست