responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام نویسنده : المحمدي الري شهري، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 645

فَحَفَروهُ في ساعَةٍ مِنَ اللَّيلِ ، فَجَعَلوهُ كَالخَندَقِ ، ثُمَّ ألقَوا فيهِ ذلِكَ الحَطَبَ وَالقَصَبَ ، وقالوا : إذا عَدَوا عَلَينا فَقاتَلونا ألقَينا فيهِ النّارَ ؛ كَي لا نُؤتى‌ مِن وَرائِنا ، وقاتَلنَا القَومَ مِن وَجهٍ واحِدٍ . فَفَعَلوا وكانَ لَهُم نافِعاً .[1] الإجراء الآخر الذي تمّ في ليلة عاشوراء بأمر الإمام عليه السلام للحيلولة دون هجوم العدوّ من الخلف ، هو أنّ خيام أصحاب الإمام نُصبت إلى جانب بعضها البعض وربطوها مع بعضها بحبلٍ من ثلاث جهات، ولم يتركوا سوى طريقاً واحداً من الأمام لمواجهة العدوّ ، فلنتأمّل الرواية التالية : وخَرَجَ [الحُسَينُ عليه السلام‌] إلى‌ أصحابِهِ ، فَأَمَرَهُم أن يُقَرِّبوا بَعضَ بُيوتِهِم مِن بَعضٍ وأن يُدخِلُوا الأَطنابَ بَعضَها في بَعضٍ ، وأن يَكونوا هُم بَينَ البُيوتِ إلَّا الوَجهَ الَّذي يَأتيهِم مِنهُ عَدُوُّهُم .[2] ولو لم تكن هذه الإجراءات الحكيمة، لما كان باستطاعة جيش ابن سعد أن يهاجم أصحاب الإمام عليه السلام من الخلف فحسب، بل كان باستطاعته أن يحاصرهم بسهولة ويقتل الإمام عليه السلام وأصحابه، أو يأسرهم من الخلف في أيسرِ قتالٍ . ولكن فوجئ العدوّ عندما همّ بالهجوم في صباح عاشوراء ، حيث رأى نفسه أمام ألسنة النيران والدخّان التي كانت تحيط بأطراف خيام الإمام عليه السلام وأصحابه، يقول الضحّاك المشرقي في هذا المجال : لَمّا أقبَلوا نَحوَنا ، فَنَظَروا إلَى النّارِ تَضطَرِمُ فِي الحَطَبِ وَالقَصَبِ ، الَّذي كُنّا ألهَبنا فيهِ النّارَ مِن وَرائِنا لِئَلّا يَأتونا مِن خَلفِنا .[3] ويضيف قائلاً : إنّ خيام أصحاب الإمام عليه السلام ضُرب حولها طوق من النيران والدخّان ، بحيث إنّ الشمر عندما مرّ بالقرب منها لم يكن يرى سوى نيران وسحب من الدخّان كانت تتصاعد منها! واستناداً إلى هذه الخطّة ، وبفضل هذا التنظيم العسكري، استطاع جيش الإمام عليه السلام الذي لم


[1] راجع : ص 642 ح 833 .

[2] راجع : ص 642 ح 833 .

[3] راجع : ص 642 ح 833 .

نام کتاب : الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام نویسنده : المحمدي الري شهري، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 645
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست