نام کتاب : الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام نویسنده : المحمدي الري شهري، الشيخ محمد جلد : 1 صفحه : 1129
1624.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي عن محمد ابن الحنفيّة عن عليّ بن الحسين زين العابدين عليه السلام : فَحَضَرَ ذاتَ يَومٍ في أحَدِ مَجالِسِهِ رَسولُ مَلِكِ الرّومِ ، وكانَ مِن أشرافِ الرّومِ وعُظَمائِها ، فَقالَ : يا مَلِكَ العَرَبِ ، رَأسُ مَن هذا ؟ فَقالَ لَهُ يَزيدُ : ما لَكَ ولِهذَا الرَّأسِ ؟ فَقالَ : إنّي إذا رَجَعتُ إلى مَلِكِنا يَسأَلُني عَن كُلِّ شَيءٍ رَأَيتُهُ ، فَأَحبَبتُ أن اُخبِرَهُ بِقِصَّةِ هذَا الرَّأسِ وصاحبِهِ ، لِيُشارِكَكَ فِي الفَرَحِ وَالسُّرورِ . فَقالَ يَزيدُ : هذا رَأسُ الحُسَينِ بنِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ ، فَقالَ : ومَن اُمُّهُ ؟ قالَ : فاطِمَةُ الزَّهراءُ ، قالَ : بِنتُ مَن ؟ قالَ : بِنتُ رَسولِ اللَّهِ . فَقالَ الرَّسولُ : اُفٍّ لَكَ ولِدينِكَ ، ما دينٌ أخَسُّ مِن دينِكَ ، اعلَم أنّي مِن أحفادِ داووُدَ عليه السلام وبَيني وبَينَهُ آباءٌ كَثيرَةٌ ، وَالنَّصارى يُعَظِّمونَني ويَأخُذونَ التُّرابَ مِن تَحتِ قَدَمَيَّ تَبَرُّكاً ، لِأَنّي مِن أحفادِ داوُدَ عليه السلام ، وأنتُم تَقتُلونَ ابنَ بِنتِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله وما بَينَهُ وبَينَ رَسولِ اللَّهِ إلّا اُمٌّ واحِدَةٌ ! فَأَيُّ دينٍ هذا ؟ ثُمَّ قالَ لَهُ الرَّسولُ : يا يَزيدُ ، هَل سَمِعتَ بِحَديثِ كَنيسَةِ الحافِرِ ؟ فَقالَ يَزيدُ : قُل حَتّى أسمَعَ ، فَقالَ : إنَّ بَينَ عُمانَ وَالصّينِ بَحرٌ مَسيرَتُهُ سَنَةٌ ، لَيسَ فيهِ عُمرانٌ إلّا بَلدَةٌ واحِدَةٌ في وَسَطِ الماءِ ، طولُها ثَمانونَ فَرسَخاً وعَرضُها كَذلِكَ ، ما عَلى وَجهِ الأَرضِ بَلدَةٌ أكبَرُ مِنها ، ومِنها يُحمَلُ الكافورُ وَالياقوتُ وَالعَنبَرُ ، وأشجارُهُمُ العودُ ، وهِيَ في أيدِي النَّصارى لا مِلكَ لِأَحَدٍ فيها مِنَ المُلوكِ . وفي تِلكَ البَلدَةِ كَنائِسُ كَثيرَةٌ أعظَمُها كَنيسَةُ الحافِرِ ، في مِحرابِها حُقَّةٌ[1] مِن ذَهَبٍ مُعَلَّقَةٌ فيها حافِرٌ ، يَقولونَ : إنَّهُ حافِرُ حِمارٍ كانَ يَركَبُهُ عيسى عليه السلام ، وقَد زُيِّنَت حَوالِي الحُقَّةِ بِالذَّهَبِ وَالجَواهِرِ وَالدّيباجِ وَالأَبريسَمِ . وفي كُلِّ عامٍ يَقصِدُها عالِمٌ مِنَ النَّصارى ، فَيَطوفونَ حَولَ الحُقَّةِ ويَزورونَها ويُقَبِّلونَها ، ويَرفَعونَ حَوائِجَهُم إلَى اللَّهِ تَعالى بِبَرَكَتِها . هذا شَأنُهُم ودَأبُهُم بِحافِرِ حِمارٍ يَزعُمونَ إنَّهُ حافِرُ حِمارٍ كانَ يَركَبُهُ عيسى عليه السلام نَبِيُّهُم ، وأنتُم تَقتُلونَ ابنَ بِنتِ نَبِيِّكُم ! لا بارَكَ اللَّهُ فيكُم ولا في دينِكُم . فَقالَ يَزيدُ لِأَصحابِهِ : اُقتُلوا هذَا النَّصرانِيَّ ؛ فَإِنَّهُ يَفضَحُنا إن رَجَعَ إلى بِلادِهِ ويُشَنِّعُ عَلَينا .
[1] الحُقَّة : وعاء من خشب أو عاج أو غيرهما (تاج العروس : ج 13 ص 83 «حقق») .[2] مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج 2 ص 72 ؛ الملهوف : ص 220 ، مثير الأحزان : ص 103 من دون إسنادٍ إلى أحدٍ من أهل البيت عليهم السلام وكلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج 45 ص 141 وراجع : الخرائج والجرائح : ج 2 ص 581 .
نام کتاب : الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام نویسنده : المحمدي الري شهري، الشيخ محمد جلد : 1 صفحه : 1129