مُنتَحِياً عَلى ثَنايا أبي عَبدِ اللَّهِ ، وكانَ مُقَبَّلَ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله، يَنكُتُها بِمِخصَرَتِهِ ، قَدِ التَمَعَ السُّرورُ بِوَجهِهِ . لَعَمري لَقَد نَكَأتَ القُرحَةَ وَاستَأصَلتَ الشَّأفَةَ ، بِإِراقَتِكَ دَمَ سَيِّدِ شَبابِ أهلِ الجَنَّةِ ، وَابنِ يَعسوبِ العَرَبِ ، وشَمسِ آلِ عَبدِ المُطَّلِبِ ، وهَتَفتَ بِأَشياخِكَ ، وتَقَرَّبتَ بِدَمِهِ إلَى الكَفَرَةِ مِن أسلافِكَ ، ثُمَّ صَرَختَ بِنِدائِكَ ، ولَعَمري لَقَد نادَيتَهُم لَو شَهِدوكَ ! ووَشيكاً تَشهَدُهُم ولَم يَشهَدوكَ ، ولَتَوَدُّ يَمينُكَ كَما زَعَمتَ شَلَّت بِكَ عَن مِرفَقِها وجُذَّت ، وأحبَبتَ اُمَّكَ لَم تَحمِلكَ ، وأباكَ لَم يَلِدكَ ، حينَ تَصيرُ إلى سَخَطِ اللَّهِ ، ومُخاصِمُكَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله . اللَّهُمَّ خُذ بِحَقِّنا ، وَانتَقِم مِن ظالِمِنا ، وأحلِل غَضَبَكَ عَلى مَن سَفَكَ دِماءَنا ونَقَضَ ذِمارَنا ، وقَتَلَ حُماتَنا ، وهَتَكَ عَنّا سُدولَنا . وفَعَلتَ فَعلَتَكَ الَّتي فَعَلتَ ، وما فَرَيتَ إلّا جِلدَكَ ، وما جَزَزتَ إلّا لَحمَكَ ، وسَتَرِدُ عَلى رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله بِما تَحَمَّلتَ مِن دَمِ ذُرِّيَّتِهِ ، وَانتَهَكتَ مِن حُرمَتِهِ ، وسَفَكتَ مِن دِماءِ عِترَتِهِ ولُحمَتِهِ ، حَيثُ يَجمَعُ بِهِ شَملَهُم ، ويَلُمُّ بِهِ شَعَثَهُم ، ويَنتَقِمُ مِن ظالِمِهِم ، ويَأخُذُ لَهُم بِحَقِّهِم مِن أعدائِهِم . فَلا يَستَفِزَّنَّكَ الفَرَحُ بِقَتلِهِم «وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتَاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا ءَاتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ»[1] وحَسبُكَ بِاللَّهِ وَلِيّاً وحاكِماً ، وبِرَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله خَصيماً ، وبِجَبرَئيلَ ظَهيراً ، وسَيَعلَمُ مَن بَوَّأَكَ ومَكَّنَكَ مِن رِقابِ المُسلِمينَ ، أن بِئسَ لِلظّالِمينَ بَدَلاً ، وأيُّكُم شَرٌّ مَكاناً وأضَلُّ سَبيلاً . ومَا استِصغاري قَدرَكَ ، ولَا استِعظامي تَقريعَكَ تَوَهُّماً لِانتِجاعِ الخِطابِ فيكَ ، بَعدَ أن تَرَكتَ