السند حسن على الظاهر. قوله: (إنّه لو قد كان ذلك) أي ظهور هذا الأمر. (وجعلت قلوبكم كزبر الحديد). في القاموس: «الزبرة ـ بالضم ـ : القطعة من الحديد، الجمع: زُبَر وزُبْر». [2] (لو قذف بها الجبال لقلعتها). القذف: الرمي بالحجارة. والظاهر أنّ ضمير «بها» راجع إلى القلوب، ويحتمل إرجاعه إلى زبر الحديد، والمآل واحد. وأمّا إرجاعه إلى القوّة ـ كما قيل [3] ـ فلا يخفى بُعده. ويحتمل أن يكون المقذوف القلوب، والمقذوف إليه الجبال، ويكون الغرض بيان شدّتها وقوّتها وصلابتها بأنّها لو اُلقيت على الجبال لقلعتها عن مكانها. أو يكون الغرض بيان شدّة عزمها، ويكون قذفها على الجبال كناية عن تعلّق عزمها بقلعها. ويحتمل أن يكون المقذوف الجبال، وتكون الباء بمعنى «في» أي لو قذف في تلك القلوب قلع الجبال لقلعتها. (وكنتم قوام الأرض). قال الفيروزآبادي: «قام قياما: انتصب، فهو قائم، من قُوَم وقُيّمَ وقُوّام وقُيّام. والقوام ـ كسحاب ـ : العدل، وما يعاش به. وبالكسر: نظام الأمر وعماده وملاكه». [4] أقول: يحتمل هنا إرادة كلّ من هذه المعاني بنوع من التقرّب. وقيل: المراد بقوام الأرض
[1] هكذا في النسخة و معظم نسخ الكافي ومرآة العقول. وفي كلتا الطبعتين: «وخزّانها».[2] القاموس المحيط، ج 3، ص 37 (زبر) مع التلخيص.[3] نسبه العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول، ج 26، ص 322 إلى القيل.[4] القاموس المحيط، ج 4، ص 168 (قوم) مع التلخيص.