1 / 24

رُؤيَا الإِمامِ عليه السلام وَقْتَ السَّحَرِ

1603.الفتوح : لَمّا كانَ وَقتُ السَّحَرِ خَفَقَ الحُسَينُ عليه السلام بِرَأسِهِ [1] خَفقَةً [2] ، ثُمَّ استَيقَظَ ، فَقالَ : أتَعلَمونَ ما رَأَيتُ في مَنامِي السّاعَةَ ؟ قالوا : ومَا الَّذي رَأَيتَ يَابنَ بِنتِ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ؟ فَقالَ : رَأَيتُ كَأَنَّ كِلابا قَد شَدَّت عَلَيَّ تُناشِبُني ، وفيها كَلبٌ أبقَعُ رَأَيتُهُ أشَدَّها عَلَيَّ ، وأظُنُّ الَّذي يَتَوَلّى قَتلي رَجُلٌ أبقَعُ وأبرَصُ مِن هؤُلاءِ القَومِ . ثُمَّ إنّي رَأَيتُ بَعدَ ذلِكَ جَدّي رَسولَ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ومَعَهُ جَماعَةٌ مِن أصحابِهِ ، وهُوَ يَقولُ لي : يا بُنَيَّ ، أنتَ شَهيدُ آلِ مُحَمَّدٍ ! وقَدِ استَبشَرَت بِكَ أهلُ السَّماواتِ وأهلُ الصَّفحِ [3] الأَعلى ، فَليَكُن إفطارُكَ عِندِي اللَّيلَةَ ، عَجِّل ولا تُؤَخِّر ! فَهذا أثَرُكَ قَد نَزَلَ مِنَ السَّماءِ لِيَأخُذَ دَمَكَ في قارورَةٍ خَضراءَ . وهذا ما رَأَيتُ ، وقَد أزِفَ [4] الأَمرُ ، وَاقتَرَبَ الرَّحيلُ مِن هذِهِ الدُّنيا ، لا شَكَّ في ذلِكَ . [5]

1 / 25

التَّأَهُّبُ لِلحَربِ

1604.الأمالي للصدوق عن عبد اللّه بن منصور عن جعفر بن إنَّ الحُسَينَ عليه السلام أمَرَ بِحَفيرَةٍ فَحُفِرَت حَولَ عَسكَرِهِ شِبهَ الخَندَقِ ، وأمَرَ فَحُشِيَت حَطَبا ، وأرسَلَ عَلِيّا ابنَهُ عليه السلام في ثَلاثينَ فارِسا وعِشرينَ راجِلاً لِيَستَقُوا الماءَ ، وهُم عَلى وَجَلٍ شَديدٍ ، وأنشَأَ الحُسَينُ عليه السلام يَقولُ : 0 يا دَهرُ اُفٍّ لَكَ مِن خَليلِ كَم لَكَ فِي الإِشراقِ وَالأَصيلِ 0 0 مِن طالِبٍ و صاحِبٍ قَتيلِ وَالدَّهرُ لا يَقنَعُ بِالبَديلِ 0 0 وإنَّمَا الأَمرُ إلَى الجَليلِ وكُلُّ حَيٍّ سالِكٌ سبيلِ 0 ثُمَّ قالَ لِأَصحابِهِ : قُوموا فَاشرَبوا مِنَ الماءِ يَكُن آخِرَ زادِكُم ، وتَوَضَّؤوا وَاغتَسِلوا ، وَاغسِلوا ثِيابَكُم لِتَكونَ أكفانَكُم . ثُمَّ صَلّى بِهِمُ الفَجرَ ، وعَبَّأَهُم تَعبِئَةَ الحَربِ ، وأمَرَ بِحَفيرَتِهِ الَّتي حَولَ عَسكَرِهِ ، فَاُضرِمَت بِالنّارِ ؛ لِيُقاتِلَ القَومَ مِن وَجهٍ واحِدٍ . [6]