1 / 21
مِن وَقائِعِ لَيلَةِ عاشوراءَ
1596.تاريخ الطبري عن الضحّاك بن عبد اللّه المشرقيّ : لَمّا أمسى حُسَينٌ عليه السلام وأصحابُهُ قامُوا اللَّيلَ كُلَّهُ يُصَلّونَ ويَستَغفِرونَ ، ويَدعونَ ويَتَضَرَّعونَ ، قالَ : فَتَمُرُّ بِنا خَيلٌ لَهُم تَحرُسُنا ، وإنَّ حُسَينا عليه السلام لَيَقرَأُ : «وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِى لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِى لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ * مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ» . فَسَمِعَها رَجُلٌ مِن تِلكَ الخَيلِ الَّتي كانَت تَحرُسُنا، فَقالَ : نَحنُ ورَبِّ الكَعبَةِ الطَّيِّبونَ ، مُيِّزنا مِنكُم ، قالَ : فَعَرَفتُهُ ، فَقُلتُ لِبُرَيرِ بنِ حُضَيرٍ : تَدري مَن هذا ؟ قالَ : لا : قُلتُ : هذا أبو حَربٍ السَّبيعِيُّ عَبدُ اللّه ِ بنُ شَهرٍ ، وكانَ مِضحاكا بَطّالاً ، وكانَ شَريفا شُجاعا فاتِكا ، وكانَ سَعيدُ بنُ قَيسٍ رُبَّما حَبَسَهُ في جِنايَةٍ . فَقالَ لَهُ بُرَيرُ بنُ حُضَيرٍ : يا فاسِقُ! أنتَ يَجعَلُكَ اللّه ُ فِي الطَّيِّبينَ ! فَقالَ لَهُ : مَن أنتَ ؟ قالَ : أنَا بُرَيرُ بنُ حُضَيرٍ ؛ قالَ : إنّا للّه ِِ ! عَزَّ عَلَيَّ ! هَلَكتَ وَاللّه ِ ، هَلَكتَ وَاللّه ِ يا بُرَيرُ ! قالَ : يا أبا حَربٍ ، هَل لَكَ أن تَتوبَ إلَى اللّه ِ مِن ذُنوبِكَ العِظامِ ! فَوَاللّه ِ ، إنّا لَنَحنُ الطَّيِّبونَ ، ولكِنَّكُم لَأَنتُمُ الخَبيثونَ ؛ قالَ : وأنَا عَلى ذلِكَ مِنَ الشّاهِدينَ . قُلتُ : وَيحَكَ ؟ أفَلا يَنفَعُكَ مَعرِفَتُكَ ؟ قالَ : جُعِلتُ فِداكَ ! فَمَن يُنادِمُ يَزيدَ بنَ عَذرَةَ العَنَزِيَّ مِن عَنَزِ بنِ وائِلٍ ! قالَ : ها هُوَ ذا مَعي ، قالَ : قَبَّحَ اللّه ُ رَأيَكَ عَلى كُلِّ حالٍ ! أنتَ سَفيهٌ . قالَ : ثُمَّ انصَرَفَ عَنّا ، وكانَ الَّذي يَحرُسُنا بِالَّليلِ فِي الخَيلِ عَزرَةُ بنُ قَيسٍ الأَحمَسِيُّ ، وكانَ عَلَى الخَيلِ . [1]