1529.مطالب السؤول : كَتَبَ عُبَيدُ اللّه ِ كِتابا إلى عُمَرَ بنِ سَعدٍ يَحُثُّهُ عَلى مُناجَزَةِ الحُسَينِ عليه السلام ، فَعِندَها ضَيَّقَ الأَمرَ عَلَيهِم ، وَاشتَدَّ بِهِمُ العَطَشُ ، فَقالَ إنسانٌ مِن أصحابِ الحُسَينِ عليه السلام يُقالُ لَهُ يَزيدُ بنُ حُصَينٍ الهَمدانِيُّ ـ وكانَ زاهِدا ـ لِلحُسَينِ عليه السلام : إيذَن لي يَابنَ رَسولِ اللّه ِ لِاتِيَ ابنَ سَعدٍ فَاُكَلِّمَهُ في أمرِ الماءِ عَساهُ يَرتَدِعُ ، فَقالَ لَهُ : ذلِكَ إلَيكَ . فَجاءَ الهَمدانِيُّ إلى عُمَرَ بنِ سَعدٍ ، فَدَخَلَ عَلَيهِ ولَم يُسَلِّم ، قالَ : يا أخا هَمدانَ ، ما مَنَعَكَ مِنَ السَّلامِ عَلَيَّ ؟ ألَستُ مُسلِما أعرِفُ اللّه َ ورَسولَهُ ؟ فَقالَ لَهُ الهَمدانِيُّ : لَو كُنتَ مُسلِما كَما تَقولُ لَما خَرَجتَ إلى عِترَةِ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله تُريدُ قَتلَهُم ! وبَعدُ ، فَهذا ماءُ الفُراتِ يَشرَبُ مِنهُ كِلابُ السَّوادِ وخَنازيرُها ، وهذَا الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام وإخوَتُهُ ونِساؤُهُ وأهلُ بَيتِهِ يَموتونَ عَطَشا ، قَد حُلتَ بَينَهُم وبَينَ ماءِ الفُراتِ أن يَشرَبوهُ وتَزعُمُ أنَّكَ تَعرِفُ اللّه َ ورَسولَهُ ؟! فَأَطرَقَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ ، ثُمَّ قالَ : وَاللّه ِ يا أخا هَمدانَ ، إنّي لَأَعلَمُ حُرمَةَ أذاهُم ولكِن : 0 دَعاني عُبَيدُ اللّه ِ مِن دونِ قَومِهِ إلى خِطَّةٍ فيها خَرَجتُ لِحيني 0 0 فَوَاللّه ِ ما أدري وإنّي لَواقِفٌ عَلى خَطَرٍ لا أرتَضيهِ ومَيني [1] 0 0 أأترُكُ مُلكَ الرَّيِّ وَالرَّيُّ رَغبَةٌ أمَ ارجِعُ مَطلوبا بِقَتلِ حُسَينِ 0 0 وفي قَتلِهِ النّارُ الَّتي لَيسَ دونَها حِجابٌ ومُلكُ الرَّيِّ قُرَّةُ عَيني 0 يا أخا هَمدانَ ! ما أجِدُ نَفسي تُجيبُني إلى تَركِ الرَّيِّ لِغَيري . فَرَجَعَ يَزيدُ بنُ حُصَينِ الهَمدانِيُّ ، فَقالَ لِلحُسَينِ عليه السلام : يَابنَ رَسولِ اللّه ِ ، إنَّ عُمَرَ بنَ سَعدٍ قَد رَضِيَ أن يَقتُلَكَ بِوِلايَةِ الرَّيِّ! [2]