2645.الكامل للمبرّد : إنَّ عَلِيّا عليه السلام تُلِيَ بِحَضرَتِهِ : «قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَـلاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِى الْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَ هُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا» [1] فَقالَ عَلِيٌّ : أهلُ حَرَوْراءَ مِنهُم . [2]
2646.نهج البلاغة : سَمِعَ عَلِيٌّ عليه السلام رَجُلاً مِنَ الحَرَورِيَّةِ يَتَهَجَّدُ ويَقرَأُ ، فَقالَ : نَومٌ عَلى يَقينٍ خَيرٌ مِن صَلاةٍ في شَكٍّ . [3]
2647.إرشاد القلوب : إنَّهُ [عَلِيّا عليه السلام ] خَرَجَ ذاتَ لَيلَةٍ مِن مَسجِدِ الكوفَةِ مُتَوَجِّها إلى دارِهِ وقَد مَضى رُبعٌ مِنَ اللَّيلِ ومَعَهُ كُمَيلُ بنُ زِيادٍ ـ وكانَ مِن خِيارِ شيعَتِهِ ومُحِبّيهِ ـ فَوَصَلَ فِي الطَّريقِ إلى بابِ رَجُلٍ يَتلُو القُرآنَ في ذلِكَ الوَقتِ ، ويَقرَأُ قَولَهُ تَعالى : «أَمَّنْ هُوَ قَـنِتٌ ءَانَآءَ الَّيْلِ سَاجِدًا وَ قَآئمًا يَحْذَرُ الْأَخِرَةَ وَ يَرْجُواْ رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِى الَّذِينَ يعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الْأَلْبَـبِ » [4] ، بِصَوتٍ شَجِيٍّ حَزينٍ ، فَاستَحسَنَ ذلِكَ كُمَيلٌ في باطِنِهِ ، وأعجَبَهُ حالُ الرَّجُلِ مِن غَيرِ أن يَقولَ شَيئا ، فَالتَفَتَ إلَيهِ عليه السلام وقالَ : يا كُمَيلُ ، لا تُعجِبكَ طَنطَنَةُ الرَّجُلِ ، إنَّهُ مِن أهلِ النّارِ وسَاُنَبِّئُكَ فيما بَعدُ ، فَتَحَيَّرَ كُميلٌ لِمُشافَهَتِهِ لَهُ عَلى ما في باطِنِهِ ، وشَهادَتِهِ لِلرَّجُلِ بِالنّارِ مَعَ كَونِهِ في هذَا الأَمرِ ، وفي تِلكَ الحالَةِ الحَسَنَةِ ظاهِرا في ذلِكَ الوَقتِ ، فَسَكَتَ كُمَيلٌ مُتَعَجِّبا مُتَفَكِّرا في ذلِكَ الأَمرِ . ومَضى مُدَّةٌ مُتَطاوِلَةٌ إلى أن آلَ حالُ الخَوارِجِ إلى ما آلَ ، وقاتَلَهُم أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام ، وكانوا يَحَفظونَ القُرآنَ كَما اُنزِلَ ، وَالتَفَتَ أميرُ المُؤمِنينَ إلى كُمَيلِ بنِ زِيادٍ وهُوَ واقِفٌ بَينَ يَدَيهِ وَالسَّيفُ في يَدِهِ يَقطُرُ دَما ، ورُؤوسُ اُولئِكَ الكَفَرَةِ الفَجَرَةِ مُحَلَّقَةٌ عَلَى الأَرضِ ، فَوَضَعَ رَأسَ السَّيفِ مِن رَأسِ تِلكَ الرُّؤوسِ ، وقالَ : يا كُمَيلُ «أَمَّنْ هُوَ قَـنِتٌ ءَانَآءَ الَّيْلِ سَاجِدًا وَ قَآئِمًا» أي هُوَ ذلِكَ الشَّخصُ الَّذي كانَ يَقرَأُ في تِلكَ اللَّيلَةِ فَأَعجَبَكَ حالُهُ . فَقَبَّلَ كُميلٌ مُقَدَّمَ قَدَمَيهِ وَاستَغفَرَ اللّه َ . [5]