8 / 9
مُناقَشاتُ الإِمامِ وطَلحَةَ
2212.مروج الذهب : ثُمَّ نادى عَلِيٌّ رضى الله عنه طَلحَةَ حينَ رَجَعَ الزُّبَيرُ : يا أبا مُحَمَّدٍ ، مَا الَّذي أخرَجَكَ ؟ قالَ : الطَّلَبُ بِدَمِ عُثمانَ . قالَ عَلِيٌّ : قَتَلَ اللّه ُ أولانا بِدَمِ عُثمانَ ، أما سَمِعتَ رَسولَ اللّه ِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : «اللّهُمَّ ! والِ مَن والاهُ ، وعادِ مَن عاداهُ» ؟ وأنتَ أوَّلُ مَن بايَعَني ثُمَّ نَكَثتَ ، وقَد قالَ اللّه ُ عَزَّ وجَلَّ : «فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ» . [1] [2]
2213.الإمامة والسياسة ـ في ذِكرِ مادارَ بَينَ الإِمامِ عليه السلام وَطَ: قالَ طَلحَةُ : اِعتَزِل هذَا الأَمرَ ، ونَجعَلُهُ شورى بَينَ المُسلِمينَ ، فَإِن رَضوا بِكَ دَخَلتُ فيما دَخَلَ فيهِ النّاسُ ، وإن رَضوا غَيرَكَ كُنتَ رَجُلاً مِنَ المُسلِمينَ . قالَ عَلِيٌّ : أوَلَم تُبايِعني يا أبا مُحَمَّدٍ طائِعا غَيرَ مُكرَهٍ ؟ فَما كُنتُ لِأَترُكَ بَيعَتي . قالَ طَلحَةُ : بايَعتُكَ وَالسَّيفُ في عُنُقي . قالَ: أ لَم تَعلَم أنّي ما أكرَهتُ أحَدا عَلَى البَيعَةِ؟ ولَو كُنتُ مُكرِها أحَدا لَأَكرَهتُ سَعدا ، وَابنَ عُمَرَ ، ومُحَمَّدَ بنَ مَسلَمَةَ ؛ أبَوُا البَيعَةَ وَاعتَزَلوا ، فَتَرَكتُهُم . قالَ طَلحَةُ : كُنّا فِي الشّورى سِتَّةٌ ، فَماتَ اثنانِ وقَد كَرِهناكَ ، ونَحنُ ثَلاثَةٌ . قالَ عَلِيٌّ : إنَّما كانَ لَكُما ألّا تَرضَيا قَبلَ الرِّضى وقَبلَ البَيعَةِ ، وأمَّا الآنَ فَلَيس لَكُما غَيرُ ما رَضيتُما بِهِ ، إلّا أن تَخرُجا مِمّا بويِعتُ عَلَيهِ بِحَدَثٍ ، فَإِن كُنتُ أحدَثتُ حَدَثا فَسَمّوهُ لي ! وأخرَجتُم اُمَّكُم عائِشَةَ ، وتَرَكتُم نِساءَكُم ، فَهذا أعظَمُ الحَدَثِ مِنكُم ، أرِضىً هذا لِرَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله أن تَهتِكوا سِترا ضَرَبَهُ عَلَيها ، وتُخرِجوها مِنهُ ؟ ! فَقالَ طَلحَةُ : إنَّما جاءَت لِلإِصلاحِ . قالَ عَلِيٌّ عليه السلام : هِيَ ـ لَعَمرُ اللّه ِ ـ إلى مَن يُصلِحُ لَها أمرَها أحوَجُ . أيُّهَا الشَّيخُ! اِقبَلِ النُّصحَ وَارضَ بِالتَّوبَةِ مَعَ العارِ ، قَبلَ أن يَكونَ العارُ وَالنّارُ . [3]