responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دانش نامه اميرالمؤمنين (ع) بر پايه قرآن، حديث و تاريخ نویسنده : محمدی ری‌شهری، محمد    جلد : 5  صفحه : 6

الفصل الرابع : تأهّب الإمام لمواجهة الناكثين

4 / 1

اِستِشارَةُ الإِمامِ أصحابَهُ فيهِم

كان معاوية قد أخضع الشام لسلطته عدّة سنين ، بيدٍ مبسوطة وهيمنة قيصريّة ، ولم يردعه أحد من الخلفاء الماضين عن أعماله قطّ . وكان يعرف أميرَ المؤمنين عليه السلام حقّ معرفته ، ويعلم علم اليقين أنّه لا يتساهل معه أبدا . فامتنع عن بيعته ، ورفع قميص عثمان ، ونادى بالثأر له مستغلّاً جهل الشاميّين ، وتأهّب للحرب [1] . فتجهّز الإمام عليه السلام لقمع هذا الباغي ، وعيّن الاُمراء على الجيش ،وكتب إلى عمّاله في مصر ، والكوفة ، والبصرة يستظهرهم بإرسال القوّات اللازمة . وبينا كان يعدّ العدّة لذلك بلغه تواطؤ طلحة والزبير وعائشة في مكّة ، وإثارتهم للفتنة ، وتحرّكهم صوب البصرة ، [2] فرأى عليه السلام أنّ إخماد هذه الفتنة أولى ، لذلك دعا وجهاء أصحابه واستطلع آراءهم . ويستوقفنا حقّا اُسلوب هذا الحوار ، وآراء أصحابه ، وموقفه الحاسم عليه السلام من قمع البغاة ، وقد اشترك في الحوار المذكور : عبد اللّه بن عبّاس ، ومحمّد بن أبي بكر ، وعمّار بن ياسر ، وسهل بن حُنيف ، واقترح عبد اللّه بن عبّاس عليه أن يأخذ معه اُمّ سلمة أيضا ، فرفض صلوات اللّه عليه ذلك ، وقال : «فَإِنّي لا أرى إخراجَها مِن بَيتِها كَما رَأَى الرَّجُلانِ إخراجَ عائِشَةَ» . [3] ولِمَ ذاك ؟ ذاك لأنّه عليه السلام لم يفكّر إلّا بالحقّ ، لا بالنصر كيفما كان .


[1] راجع : ص 412 (ح 2377 استعداد الإمام لحرب معاوية قبل حرب الجمل) .

[2] تاريخ الطبري : ج 4 ص 455 ، الكامل في التاريخ : ج 2 ص 312 و 323 .

[3] الجمل : ص 239 .

نام کتاب : دانش نامه اميرالمؤمنين (ع) بر پايه قرآن، حديث و تاريخ نویسنده : محمدی ری‌شهری، محمد    جلد : 5  صفحه : 6
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست