responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دانش نامه اميرالمؤمنين (ع) بر پايه قرآن، حديث و تاريخ نویسنده : محمدی ری‌شهری، محمد    جلد : 4  صفحه : 72

4 / 5

النَّقدُ بَدَل الإِطراءِ

1438.الإمام عليّ عليه السلام ـ في عَهدِهِ إلى مالِكٍ الأَشتَرِ بَعدَ ذِكرِ خَص: فَاتَّخِذ اُولئِكَ خاصَّةً لِخَلَواتِكَ وحَفَلاتِكَ ، ثُمَّ ليَكُن آثَرُهُم عِندَكَ أقوَلَهُم بِمُرِّ الحَقِّ لَكَ ، وأقَلَّهُم مُساعَدَةً فيما يَكونُ مِنكَ مِمّا كَرِهَ اللّه ُ لأَِوليائِهِ ، واقِعا ذلِكَ مِن هَواكَ حَيثُ وَقَعَ . وَالصَق بِأَهلِ الوَرَعِ وَالصِّدقِ ، ثُمَّ رُضهُم عَلى ألّا يُطروكَ ولا يَبجَحوكَ [1] بِباطِلٍ لَم تَفعَلهُ ؛ فَإِنَّ كَثرَةَ الإِطراءِ تُحدِثُ الزَّهوَ ، وتُدني مِنَ العِزَّةِ . [2]

1439.عنه عليه السلام ـ في جَوابِ مَن قالَ : أنتَ أميرُنا ونَحنُ رَعِيّ: إنَّ مِن حَقِّ مَن عَظُمَ جَلالُ اللّه ِ في نَفسِهِ ، وَجَلَّ مَوضِعُهُ مِن قَلبِهِ أن يَصغُرَ عِندَهُ ـ لِعِظَمِ ذلِكَ ـ كُلُّ ما سِواهُ ، وإنَّ أحَقَّ مَن كانَ كَذلِكَ لَمَن عَظُمَت نِعمَةُ اللّه ِ عَلَيهِ ، ولَطُفَ إحسانُهُ إلَيهِ ، فَإِنَّهُ لَم تَعظُم نِعمَةُ اللّه ِ عَلى أحَدٍ إلّا زادَ حَقُّ اللّه ِ عَلَيهِ عِظَما . وإنَّ مِن أسخَفِ حالاتِ الوُلاةِ عِندَ صالِحِ النّاسِ أن يُظَنَّ بِهِم حُبُّ الفَخرِ ، ويوضَعَ أمرُهُم عَلَى الكِبرِ ، وقَد كَرِهتُ أن يَكونَ جالَ في ظَنَّكُم أنّي اُحِبُّ الإِطراءَ ، وَاستِماعَ الثَّناءِ ، ولَستُ ـ بِحَمدِ اللّه ِ ـ كَذلِكَ ، ولَو كُنتُ اُحِبُّ أن يُقالَ ذلِكَ لَتَرَكتُهُ انحِطاطا للّه ِِ سُبحانَهُ عَن تَناوُلِ ما هُوَ أحَقُّ بِهِ مِنَ العَظَمَةِ وَالكِبرِياءِ . ورُبَّمَا استَحلَى النّاسُ الثَّناءَ بَعدَ البَلاءِ . فَلا تُثنوا عَلَيَّ بِجَميلِ ثَناءٍ ، لِاءِخراجي نَفسي إلَى اللّه ِ وإلَيكُم مِنَ البَقِيَّةِ في حُقوقٍ لَم أفرُغ مِن أدائِها ، وفَرائِضَ لابُدَّ مِن إمضائِها ؛ فَلا تُكَلِّموني بِما تُكَلَّمُ بِهِ الجَبابِرَةُ ، ولا تَتَحَفَّظوا مِنّي بِما يُتَحَفَّظُ بِهِ عِندَ أهلِ البادِرَةِ [3] ، ولا تُخالِطوني بِالمُصانَعَةِ ، ولا تَظُنّوا بِي استِثقالاً في حَقٍّ قيلَ لي ، ولَا التِماسَ إعظامٍ لِنَفسي لِما لا يَصلُحُ لي ؛ فَإِنَّهُ مَنِ استَثقَلَ الحَقَّ أن يُقالَ لَهُ ، أو العَدلَ أن يُعرَضَ عَلَيهِ ، كانَ العَمَلُ بِهِما أثقَلَ عَلَيهِ . فَلا تَكُفّوا عَنّي مَقالَةٍ بِحَقٍّ ، أو مَشورَةٍ بِعَدلٍ ؛ فَإِنّي لَستُ في نَفسي بِفَوقِ ما أن اُخطِئَ ، ولا آمَنُ ذلِكَ مِن فِعلي ، إلّا أن يَكفِيَ اللّه ُ مِن نَفسي ما هُوَ أملَكُ بِهِ مِنّي ، فَإِنَّما أنَا وأنتُم عَبيدٌ مَملوكونَ لِرَبٍّ لا رَبَّ غَيرُهُ ، يَملِكُ مِنّا ما لا نَملِكُ مِن أنفُسِنا ، وأخرَجَنا مِمّا كُنّا فيهِ إلى ما صَلَحنا عَلَيهِ ، فَأَبدَلَنا بَعدَ الضَّلالَةِ بِالهُدى ، وأعطانَا البَصيرَةَ بَعدَ العَمى . [4]


[1] يَبْجَحوك أو كما في شرح النهج : يُبَجِّحوك : أي لا يجعلوك ممّن يبجَح أي يفخر بباطل لم يفعله كما يبجِّح أصحابُ الاُمراء الاُمراء (شرح نهج البلاغة : ج 17 ص 45) .

[2] نهج البلاغة : الكتاب 53 ، تحف العقول : ص 129 نحوه ، بحار الأنوار : ج 33 ص 602 ح 744 .

[3] البادِرة : الحِدّة ؛ وهو ما يَبدر من حِدّة الرجل عند غضبه من قول أو فعل (لسان العرب : ج 4 ص 48 «بدر») .

[4] الكافي : ج 8 ص 355 ح 550 عن جابر عن الإمام الباقر عليه السلام ، نهج البلاغة : الخطبة 216 وفيه «التقيّة» بدل «البقيّة» .

نام کتاب : دانش نامه اميرالمؤمنين (ع) بر پايه قرآن، حديث و تاريخ نویسنده : محمدی ری‌شهری، محمد    جلد : 4  صفحه : 72
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست