responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دانش نامه اميرالمؤمنين (ع) بر پايه قرآن، حديث و تاريخ نویسنده : محمدی ری‌شهری، محمد    جلد : 13  صفحه : 202

6439.ميزان الاعتدال عن زرّ بن حُبيش : قَرَأتُ القُرآنَ كُلَّهُ عَلى عَلِيٍّ عليه السلام فَلَمّا بَلَغُت : «وَ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَ عَمِلُواْ الصَّــلِحَـتِ فِى رَوْضَـاتِ الْجَنَّـاتِ» [1] بَكى حَتّى ارتَفَعَ نَحيبُهُ . [2]

38

زِيادُ بنُ أبيهِ

هو زياد بن سُميَّة ؛ وهي اُمّه ، وقبل استلحاقه بأبي سفيان يقال له : زياد بن عبيد الثقفي ، تحدّثنا عنه مجملاً في مدخل البحث . كان من الخطباء [3] والساسة . اشتهر بذكائه المفرط ومكره في ميدان السياسة [4] . ولدته سميّة ، الَّتي كانت بغيّا من أهل الطائف [5] ـ وكانت تحت عبيد الثقفي [6] ـ في السنة الاُولى من الهجرة [7] . أسلم زياد في خلافة أبي بكر [8] . ولفت نظر عمر في عنفوان شبابه بسبب كفاءته ودهائه السياسي [9] ، فأشخصه في أيّام خلافته إلى اليمن لتنظيم ما حدث فيها من اضطراب [10] . كان عمر بن الخطّاب قد استعمله على بعض صدقات البصرة أو بعض أعمال البصرة [11] . كان زياد يعيش في البصرة ، وعمل كاتبا لولاتها : أبي موسى الأشعري [12] ، والمغيرة بن شعبة [13] ، وعبد اللّه بن عامر [14] . وكان كاتبا [15] ومستشارا [16] لابن عبّاس في البصرة أيّام خلافة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام . ولمّا توجّه ابن عبّاس إلى صفّين جعله على خراج البصرة وديوانها وبيت مالها [17] . وعندما امتنع أهل فارس وكرمان من دفع الضرائب ، وطردوا واليهم سهل بن حُنيف ، استشار الإمام عليه السلام أصحابه لإرسال رجل مدبّر وسياسي إليهم ، فاقترح ابن عبّاس زيادا [18] ، وأكّد جاريةُ بن قدامة هذا الاقتراح [19] . فتوجّه زياد إلى فارس وكرمان [20] . وتمكّن بدهائه السياسي من إخماد نار الفتنة . وفي تلك الفترة نفسها ارتكب أعمالاً ذميمة فاعترض عليه الإمام عليه السلام [21] . لم يشترك زياد فيحروب الإمام عليه السلام ، وكان مع الإمام وابنه الحسن المجتبى عليهماالسلامحتى استشهاد الإمام عليه السلام ، بل حتى الأيّام الاُولى من حكومة معاوية [22] . ثمّ زلّ بمكيدة معاوية ، ووقع فيما كان الإمام قد حذّره منه [23] ، وأصبح أداةً طيّعة لمعاوية تماما ، من خلال مؤامرة الاستلحاق . وسمّاه معاوية أخاه [24] . وشهد جماعة على أ نّه ابن زنا [25] . وهكذا أصبح زياد بن أبي سفيان ! ! كانت المفاسد والقبائح متأصّلة في نفس زياد ، وقد أبرز خبث طينته واسوداد قلبه في بلاط معاوية . ولّاه البصرة في بادئ الأمر ، ثمّ صار أميرا على الكوفة أيضا [26] . ولمّا أحكم قبضته عليهما لم يتورّع عن كلّ ضرب من ضروب الفساد والظلم [27] . وتشدّد كثيرا على النّاس ، خاصّة شيعة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام [28] ، إذ سجن الكثيرين منهم في سجون مظلمة ضيّقة أو قتلهم [29] . وأكره النّاس على البراءة من الإمام عليه السلام [30] وسبّه [31] مصرّا على ذلك . هلك زياد بالطاعون [32] سنة 53 ه [33] وهو ابن 53 سنة [34] ، بعد عقدٍ من الجور والعدوان والنّهب ونشر القبائح وإشاعة الرجس والفحشاء ، وخَلّفَ من هذه الشجرة الخبيثة ثمرة خبيثة تقطر قبحا ، وهو عبيد اللّه الَّذي فاق أباه في الكشف عن سوء سريرته وظلمه لآل عليّ عليه السلام وشيعته . كان زياد نموذجا واضحا للسياسي الَّذي له دماغ مفكّر ، ولكن ليس له قلب وعاطفة قطّ ! ! كان الشرَه ، والعَبَث ، والنّفاق في معاملة النّاس من صفاته الَّتي أشار إليها الإمام عليه السلام في رسالة موقظة منبِّهة [35] . كان زياد عظيما عند طلّاب الدنيا الذين يَعظُم في عيونهم زبرجها وبهرجها ؛ ولذا مدحوه بالذكاء الحادّ والمكانة السامية [36] . بَيد أنّ نظرة إلى ما وراء ذلك تدلّنا على أ نّه لم يَرْعَوِ من كلّ رجسٍ ودنسٍ وقبحٍ وخبث ، حتى من تغيير نسبه أيضا .


[1] الشورى : 22 .

[2] ميزان الاعتدال : ج 2 ص 73 الرقم 2878 ، المناقب للخوارزمي : ص 86 ح 76 نحوه .

[3] الاستيعاب : ج 2 ص 100 الرقم 829 ، اُسد الغابة : ج 2 ص 336 الرقم 1800 ، سير أعلام النّبلاء : ج 3 ص 496 الرقم 112 ، الإصابة : ج 2 ص 528 الرقم 2994 .

[4] الاستيعاب : ج 2 ص 100 الرقم 829 ، العقد الفريد : ج 4 ص 6 ، الإصابة : ج 2 ص 528 الرقم 2994 .

[5] تاريخ اليعقوبي : ج 2 ص 219 ؛ مروج الذهب : ج 3 ص 15 ، سير أعلام النّبلاء : ج 3 ص 495 الرقم 112 ، العقد الفريد : ج 4 ص 4 ، الإصابة : ج 2 ص 528 الرقم 2994 .

[6] سير أعلام النّبلاء : ج 3 ص 495 الرقم 112 ، الإصابة : ج 2 ص 527 الرقم 2994 ، العقد الفريد : ج 4 ص 4 .

[7] تاريخ دمشق : ج 19 ص 163 ، الاستيعاب : ج 2 ص 100 الرقم 829 ، سير أعلام النّبلاء : ج 3 ص 494 الرقم 112 وفيهما «ولد عام الهجرة» ، الوافي بالوفيات : ج 15 ص 12 الرقم 10 ، الطبقات الكبرى : ج 7 ص 100 ، المعارف لابن قتيبة : ص 346 وفيهما «ولد عام الفتح بالطائف» .

[8] تاريخ دمشق : ج 19 ص 162 ، سير أعلام النّبلاء : ج 3 ص 494 الرقم 112 ، الوافي بالوفيات : ج 15 ص 12 الرقم 10 ، الإصابة : ج 2 ص 528 الرقم 2994 .

[9] تاريخ دمشق : ج 19 ص 166 ـ 168 ، أنساب الأشراف : ج 5 ص 198 .

[10] الاستيعاب : ج 2 ص 101 الرقم 829 .

[11] الاستيعاب : ج 2 ص 100 الرقم 829 .

[12] الطبقات الكبرى : ج 7 ص 99 ، المعارف لابن قتيبة : ص 346 ، تاريخ دمشق : ج 19 ص 162 و ص 169 ، الاستيعاب : ج 2 ص 100 الرقم 829 ، سير أعلام النّبلاء : ج 3 ص 494 الرقم 112 ، أنساب الأشراف : ج 5 ص 198 .

[13] تاريخ دمشق : ج 19 ص 169 ، المعارف لابن قتيبة : ص 346 ، سير أعلام النّبلاء : ج 3 ص 495 الرقم 112 ، أنساب الأشراف : ج 5 ص 198 .

[14] تاريخ دمشق : ج 19 ص 169 .

[15] تاريخ دمشق : ج 19 ص 169 و 170 ، ال��عارف لابن قتيبة : ص 346 ، سير أعلام النّبلاء : ج 3 ص 495 الرقم 112 ، أنساب الأشراف : ج 5 ص 199 .

[16] تاريخ دمشق : ج 19 ص 171 .

[17] تاريخ دمشق : ج 19 ص 170 ، سير أعلام النّبلاء : ج 3 ص 495 الرقم 112 وفيه «ناب عنه ابن عبّاس بالبصرة» .

[18] تاريخ الطبري : ج 5 ص 137 ، الكامل في التاريخ : ج 2 ص 430 ، البداية والنهاية : ج 7 ص 318 .

[19] تاريخ الطبري : ج 5 ص 137 ، الكامل في التاريخ : ج 2 ص 429 .

[20] تاريخ الطبري : ج 5 ص 137 ، الكامل في التاريخ : ج 2 ص 429 ، تاريخ خليفة بن خيّاط : ص 144 وفيه «وجّه عليٌّ زيادا فأرضوه وصالحوه وأدَّوا الخراج» .

[21] نهج البلاغة : الكتاب 20 و 21 .

[22] العقد الفريد : ج 4 ص 5 .

[23] نهج البلاغة : الكتاب 44 ؛ الاستيعاب : ج 2 ص 101 الرقم 829 ، اُسد الغابة : ج 2 ص 337 الرقم 1800 .

[24] تاريخ اليعقوبي : ج 2 ص 218 ؛ تاريخ الطبري : ج 5 ص 214 ، تاريخ دمشق : ج 19 ص 162 ، سير أعلام النّبلاء : ج 3 ص 494 الرقم 112 ، الاستيعاب : ج 2 ص 101 الرقم 829 ، اُسد الغابة : ج 2 ص 336 الرقم 1800 ، تاريخ الخلفاء : ص 235 ، العقد الفريد : ج 4 ص 4 .

[25] تاريخ اليعقوبي : ج 2 ص 219 ؛ مروج الذهب : ج 3 ص 14 و 15 ، العقد الفريد : ج 4 ص 4 ، الإصابة : ج 2 ص 528 الرقم 2994 ، سير أعلام النّبلاء : ج 3 ص 95 الرقم 112 .

[26] الطبقات الكبرى : ج 7 ص 99 ، أنساب الأشراف : ج 5 ص 205 وص 207 ، المعارف لابن قتيبة : ص 346 ، مروج الذهب : ج 3 ص 33 و 34 ، تاريخ خليفة بن خيّاط : ص 156 و ص 158 ، تاريخ دمشق : ج 19 ص 162 ، سير أعلام النّبلاء : ج 3 ص 496 الرقم 112 .

[27] أنساب الأشراف : ج 5 ص 216 ، مروج الذهب : ج 3 ص 35 ، تاريخ الطبري : ج 5 ص 222 ، الكامل في التاريخ : ج 2 ص 474 ، شرح نهج البلاغة : ج 16 ص 204 . ولمزيد الاطّلاع على حياة زياد بن أبيه راجع : أنساب الأشراف : ج 5 ص 205 ـ 250 .

[28] المعجم الكبير : ج 3 ص 70 ح 2690 ، الفتوح : ج 4 ص 316 ، الوافي بالوفيات : ج 5 ص 12 الرقم 10 .

[29] تاريخ دمشق : ج 19 ص 202 ، مروج الذهب : ج 3 ص 35 ، سير أعلام النّبلاء : ج 3 ص 496 الرقم 112 .

[30] تاريخ دمشق : ج 19 ص 203 ، سير أعلام النّبلاء : ج 3 ص 496 الرقم 112 .

[31] مروج الذهب : ج 3 ص 35 .

[32] أنساب الأشراف : ج 5 ص 288 ، تاريخ دمشق : ج 19 ص 203 ، سير أعلام النّبلاء : ج 3 ص 496 الرقم 112 ، الوافي بالوفيات : ج 15 ص 13 الرقم 10 ، وفيات الأعيان : ج 2 ص 462 .

[33] الطبقات الكبرى : ج 7 ص 100 ، الطبقات لخليفة بن خيّاط : ص 328 الرقم 1516 ، المعارف لابن قتيبة : ص 346 ، تاريخ دمشق : ج 19 ص 207 ، سير أعلام النّبلاء : ج 3 ص 496 الرقم 112 ، الوافي بالوفيات : ج 15 ص 13 الرقم 10 ، اُسد الغابة : ج 2 ص 337 الرقم 1800 .

[34] تاريخ خليفة بن خيّاط : ص 166 ، الاستيعاب : ج 2 ص 100 الرقم 829 .

[35] تاريخ اليعقوبي : ج 2 ص 204 ، نثر الدرّ : ج 1 ص 321 .

[36] الاستيعاب : ج 2 ص 100 الرقم 829 ، اُسد الغابة : ج 2 ص 337 الرقم 1800 .

نام کتاب : دانش نامه اميرالمؤمنين (ع) بر پايه قرآن، حديث و تاريخ نویسنده : محمدی ری‌شهری، محمد    جلد : 13  صفحه : 202
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست