responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دانش نامه اميرالمؤمنين (ع) بر پايه قرآن، حديث و تاريخ نویسنده : محمدی ری‌شهری، محمد    جلد : 1  صفحه : 202

110.الإمام عليّ عليه السلام : لَمّا نَزَلَت هذِهِ الآيَةُ عَلى رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله : «وَ أَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ» دَعاني رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله فَقال لي : يا عَلِيُّ، إنَّ اللّه َ أمَرَني أن اُنذِرَ عَشيرَتِي الأَقرَبينَ ، فَضِقتُ بِذلِكَ ذَرعا ، وعَرَفتُ أنّي مَتى اُباديهِم بِهذَا الأَمرِ أرى مِنهُم ما أكرَهُ ، فَصَمَتُّ عَلَيهِ حَتّى جاءَني جَبرَئيلُ فَقالَ : يا مُحَمَّدُ ، إنَّكَ إن لا تَفعَل ما تُؤمَرُ بِهِ يُعَذِّبكَ رَبُّكَ . فَاصنَع لَنا صاعا مِن طَعامٍ ، وَاجعَل عَلَيهِ رِجلَ شاةٍ ، وَاملَأ لَنا عُسّا [1] مِن لَبَنٍ ، ثُمَّ اجمَع لي بَني عَبدِ المُطَّلِبِ حَتّى اُكَلِّمَهُم واُبَلِّغَهُم ما اُمِرتُ بِهِ . فَفَعَلتُ ما أمَرَني بِهِ ، ثُمَّ دَعَوتُهُم لَهُ ، وهُم يَومَئِذٍ أربَعونَ رَجُلاً ، يَزيدونَ رَجُلاً أو يَنقُصونَهُ ، فيهِم أعمامُهُ : أبو طالِبٍ وحَمزَةُ وَالعَبَّاسُ وأبو لَهَبٍ ، فَلَمّا اجتَمَعوا إلَيهِ دَعاني بِالطَّعامِ الَّذي صَنَعتُ لَهُم ، فَجِئتُ بِهِ ، فَلَمّا وَضَعتُهُ تَناوَلَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله حِذيَةً [2] مِنَ اللَّحمِ ، فَشَقَّها بِأَسنانِهِ ، ثُمَّ ألقاها في نَواحِي الصَّحفَةِ . [3] ثُمَّ قالَ : خُذوا بِسمِ اللّه ِ ، فَأَكَلَ القَومُ حَتّى ما لَهُم بِشَيءٍ حاجَةٌ وما أرى إلّا مَوضِعَ أيديهِم ، وَايمُ اللّه ِ الَّذي نَفسُ عَلِيٍّ بِيَدِهِ ، وإن كانَ الرَّجُلُ الواحِدُ مِنهُم لَيَأكُلُ ما قَدَّمتُ لِجَميعِهِم . ثُمَّ قالَ : اِسقِ القَومَ ، فَجِئتُهُم بِذلِكَ العُسِّ ، فَشَرِبوا مِنهُ حَتّى رَووا مِنهُ جَميعا ، وَايمُ اللّه ِ إن كانَ الرَّجُلُ الواحِدُ مِنهُم لَيَشرَبُ مِثلَهُ ، فَلَمّا أرادَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله أن يُكَلِّمَهُم بَدَرَهُ أبو لَهَبٍ إلَى الكَلامِ ، فَقالَ : لَهَدَّ [4] ما سَحَرَكُم صاحِبُكُم ! فَتَفَرَّقَ القَومُ ولَم يُكَلِّمهُم رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ، فَقالَ : الغَدَ يا عَلِيُّ ، إنَّ هذَا الرَّجُلَ سَبَقَني إلى ما قَد سَمِعتَ مِنَ القَولِ ، فَتَفَرَّقَ القَومُ قَبلَ أن اُكَلِّمَهُم ، فَعُد لَنا مِنَ الطَّعامِ بِمِثلِ ما صَنَعتَ ، ثُمَّ اجمَعهُم إلَيَّ . قالَ : فَفَعَلتُ ، ثُمَّ جَمَعتُهُم ثُمَّ دَعاني بِالطَّعامِ فَقَرَّبتُهُ لَهُم ، فَفَعَلَ كَما فَعَلَ بِالأَمسِ ، فَأَكَلوا حَتّى ما لَهُم بِشَيءٍ حاجَةٌ . ثُمَّ قالَ : اِسقِهِم ، فَجِئتُهُم بِذلِكَ العُسِّ ، فَشَرِبوا حَتّى رَووا مِنهُ جَميعا ، ثُمَّ تَكَلَّمَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ، فَقالَ : يا بَني عَبدِ المُطَّلِبِ ! إنّي وَاللّه ِ ما أعلَمُ شابّا فِي العَرَبِ جاءَ قَومَهُ بِأَفضَلَ مِمّا قَد جِئتُكُم بِهِ ؛ إنّي قَد جِئتُكُم بِخَيرِ الدُّنيا وَالآخِرَةِ ، وقَد أمَرَنِي اللّه ُ تَعالى أن أدعُوَكُم إلَيهِ ، فَأَيُّكُم يُؤازِرُني عَلى هذَا الأَمرِ عَلى أن يَكونَ أخي ووَصِيّي وخَليفَتي فيكُم ؟ قالَ : فَأَحجَمَ القَومُ عَنها جَميعا ، وقُلتُ : ... أنَا يا نَبِيَّ اللّه ِ ، أكونُ وزَيرَكَ عَلَيهِ ، فَأَخَذَ بِرَقَبَتي ، ثُمَّ قالَ : إنَّ هذا أخي ووَصِيّي وخَليفَتي فيكُم ، فَاسمَعوا لَهُ وأطيعوا ، قالَ : فَقامَ القَومُ يَضحَكونَ ويَقولونَ لِأبي طالِبٍ : قد أمَرَكَ أن تَسمَعَ لِابنِكَ وتُطيعَ . [5]


[1] العُسّ : القدح الكبير (النهاية : ج 3 ص 236 «عسس») .

[2] الحِذْية : أي قطعة . قيل : هي ـ بالكسر ـ ما قطع من اللحم طولاً (النهاية : ج 1 ص 357 «حذا») .

[3] الصَّحْفَة: إناء كالقَصْعة المبسوطة ونحوها(النهاية: ج3 ص13 «صحف»).

[4] لَهَدّ : كلمة يُتعجّب بها (النهاية : ج 5 ص 250 «هدد») .

[5] تاريخ الطبري: ج 2 ص319ـ321، تاريخ دمشق: ج 42 ص 48 ح 8381 ، تفسير الطبري: ج 11 الجزء19 ص 121، شرح نهج البلاغة : ج 13 ص 210 ، شواهد التنزيل : ج 1 ص 486 ح 514 كلّها عن عبد اللّه بن عبّاس و ص 543 ح 580 عن البراء من دون إسنادٍ إلى المعصوم نحوه ، الكامل في التاريخ : ج 1 ص 487 ، كنز العمّال : ج 13 ص 131 ح 36419 و ص 114 ح 36371 ؛ الأمالي للطوسي : ص 582 ح 1206 عن عبد اللّه بن عبّاس وفيه «ووزيري» بعد «وصيّي» ، تفسير فرات : ص 301 ح 306 و ص 299 ح 404 عن جعفر بن محمّد بن أحمد بن يوسف ، مجمع البيان : ج 7 ص 322 عن البراء بن عازب وكلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج 38 ص 223 ح 24 وراجع السيرة الحلبيّة : ج 1 ص 285 وتفسير القمّي : ج 2 ص 124 والإرشاد : ج 1 ص 48 .

نام کتاب : دانش نامه اميرالمؤمنين (ع) بر پايه قرآن، حديث و تاريخ نویسنده : محمدی ری‌شهری، محمد    جلد : 1  صفحه : 202
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست