responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دانش نامه اميرالمؤمنين (ع) بر پايه قرآن، حديث و تاريخ نویسنده : محمدی ری‌شهری، محمد    جلد : 1  صفحه : 122

الفصل الثالث : الزواج

3 / 1

تَزويجُهُ فاطِمَةَ بِنتَ رَسولِ اللّه ِ

هاجر رسول اللّه صلى الله عليه و آله إلى المدينة بعد ثلاث عشرة سنة مليئة بالعناء والمشقّة والمصائب المريرة من أجل تبليغ الرسالة ، وأرسى دعائم الحكومة الإسلاميّة هناك . وكان عليّ عليه السلام معه صلى الله عليه و آله منذ الأيّام الاُولى للرسالة . وكان في السنة الاُولى من الهجرة ابن أربع وعشرين سنة؛ فلابدّ له من الزواج وبدء الحياة المشتركة. وكانت الزهراء عليها السلام قد بلغت يومئذٍ التاسعة من عمرها [1] . وهي بنت رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، ولها منزلتها الرفيعة الزاخرة بالفضائل الإنسانيّة ، والخصائص الملكوتيّة السامية . وقد أثنى عليها أبو ها مرارا ، وسمّاها بضعته . وكان موقع النبيّ صلى الله عليه و آله في زعامة الاُمّة من جهة ، وشخصيّة الزهراء عليها السلام من جهة اُخرى ، عاملَين مشجّعين لكثير من الصحابة ـ بخاصّة من كان يفكّر منهم بمستقبله عبر هذه الأواصر ـ على التقدّم لخطوبة الزهراء عليها السلام . بيد أنّ أباها كان يرفض رفضا قاطعا ، ويصرّح أحيانا بأنّه ينتظر فيها قضاء اللّه . [2] واقترح على الإمام عليّ عليه السلام عدد من الصحابة الموالين له أن يتقدّم لخطوبتها عليها السلام . وكان قلب الإمام طافحا بالإيمان ، وصدره مفعما بحبّ اللّه ، لكنّه خالي الوفاض من الدراهم والدنانير . فتوجّه تلقاء البيت النبويّ ، ومنعته الهيبة النبويّة من الكلام، وكان ينظر مرّةً إلى النبيّ صلى الله عليه و آله نظرة مليئة بالحياء ، واُخرى إلى الأرض . فأنطقه النبيّ صلى الله عليه و آله من خلال بعض التمهيدات، ولمّا تكلّم قال له : أ معك شيء ؟ والجواب واضح! أمّا فاطمة ، فهل لها كُف ء غير عليّ ؟ ! وتحقّق الأمر الإلهيّ ، كما أشار إليه النبيّ الأعظم [3] وبدأ هذان العظيمان حياتهما المشتركة في السنة الاُولى من الهجرة [4] بمهرٍ قليل [5] ، ومراسم بسيطة [6] ، وجهاز أكثر بساطة [7] . وهكذا ولد أعظم بيت في التاريخ ، وبدأت أبهى حياة مشتركة . وتكوّن في جوار بيت النبيّ صلى الله عليه و آله بيت صغير هو أكبر من التاريخ كلّه ، وكان مغبط أهل السماوات والأرض حقّا ! وكان منهل الفضائل والمكارم ، والعشق ، والإيمان ، والإيثار ، والجهاد ، وبساطة العيش ، بل كان يناطح السماء علوّا ورفعة . أمّا سيّده ـ راهب الليل المتهجِّد في جوفه ـ فقد كان ليث الوغى ، لا تكاد تبرأ جراحه بعدُ حتى يخوض حربا اُخرى . وكان عليه السلام أشجع المقاتلين ، وأعظمهم منازلة للأقران . وأمّا صاحبته فقد كانت السيّدة الرزينة الصبور ، حملت عب ء الحياة ، ورضيت بأقلّ الإمكانات . وكانت تضمّد جراح بعلها وأبيها [8] ، حتى عبّر عنها رسول اللّه صلى الله عليه و آله تعبيرا لطيفا ، فقال : «فاطِمَةُ اُمُّ أبيها» . [9] وكانت الثمرة الاُولى لهذا الزواج الإلهي هو الإمام الحسن عليه السلام الذي ولد في السنة الثالثة من الهجرة [10] ، والثانية هو الإمام الحسين عليه السلام الذي ولد فيالسنة الرابعة منها [11] ، ثمّ ولدت بعدهما زينب واُمّ كلثوم ، وآخرهم هو المحسن الذي اُجهض شهيدا . [12]


[1] الكافي : ج 8 ص 340 ح 536 ، مختصر بصائر الدرجات : ص 130 ، ولمزيد الاطّلاع على ولادتها في السنة الخامسة بعد البعثة راجع : الكافي: ج 1 ص 457 و ص 458 وإعلام الورى: ج 1 ص 290 وكشف الغمّة : ج 2 ص 75 .

[2] الطبقات الكبرى : ج 8 ص 19 ، أنساب الأشراف : ج 2 ص 30 .

[3] المعجم الكبير : ج 10 ص 156 ح 10305 ، تاريخ دمشق : ج 42 ص 125 ح 8494 ، ذخائر العقبى: ص 70؛ الكافي : ج 1 ص 460 ح 8 وج 5 ص 568 ح 54 ، كتاب من لا يحضره الفقيه: ج 3 ص 393 ح 4382، عيون أخبار الرضا: ج 1 ص 225 ح 3 ، مكارم الأخلاق : ج 1 ص 445 ح 1528 ، الأمالي للطوسي : ص 40 ح 44 و 45 ، تاريخ اليعقوبي : ج 2 ص 41 .

[4] الطبقات الكبرى : ج 8 ص 22 ؛ تاريخ اليعقوبي : ج 2 ص 41 ، وفي تاريخ زواجه أقوال اُخَر ، راجع الكافي : ج 8 ص 340 ح 536 والأمالي للطوسي : ص 43 ح 47 وكشف الغمّة : ج 1 ص 364 . يبدو أنّ زواج الإمام عليّ عليه السلام من السيّدة فاطمة عليها السلام تخلّله فاصل زمني بين العقد والزفاف ؛ فالعقد وقع بُعيد الوصول إلى المدينة المنوّرة ، وأمّا الزفاف فقد جاء في أعقاب معركة بدر . وبهذا يمكن حلّ التعارض الحاصل بين الروايات الواردة في هذا المضمار .

[5] مسند ابن حنبل : ج 1 ص 174 ح 603 ، السنن الكبرى : ج 7 ص 383 ح 14350 ـ 14352 ، مسند أبي يعلى : ج 1 ص 246 ح 466 ، الطبقات الكبرى : ج 8 ص 20 و 21 ، تهذيب الكمال : ج 35 ص 249 الرقم 7899 ، تاريخ دمشق : ج 42 ص 127 الرقم 8498 ؛ الكافي : ج 5 ص 379 ح 5 ، كتاب من لا يحضره الفقيه : ج 3 ص 401 ح 4402 ، مسند زيد : ص 303 ، المناقب لابن شهر آشوب : ج 3 ص 351 ، روضة الواعظين : ص 162 .

[6] الطبقات الكبرى : ج 8 ص 23 ؛ الأمالي للطوسي : ص 42 ح 45 .

[7] سنن النسائي : ج 6 ص 135 ، مسند ابن حنبل : ج 1 ص 183 ح 643 ، المستدرك على الصحيحين: ج 2 ص 202 ح 2755 ، الطبقات الكبرى : ج 8 ص 23 ، ذخائر العقبى : ص 75 و 76 ؛ الأمالي للطوسي : ص 40 ح 45 .

[8] الإرشاد : ج 1 ص 89 ، إعلام الورى : ج 1 ص 378 ؛ المغازي : ج 1 ص 249 .

[9] وربّما كنّيت «اُمّ أبيها» ، لهذا الاعتبار ، راجع تهذيب الكمال : ج 35 ص 247 الرقم 7899 ومقاتل الطالبيّين : ص 57 والاستيعاب : ج 4 ص 452 الرقم 3491 والمناقب لابن شهر آشوب : ج 3 ص 357 .

[10] تاريخ الطبري : ج 2 ص 537 ، سير أعلام النبلاء : ج 3 ص 246 الرقم 47 ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج 4 ص 33 ، تاريخ دمشق : ج 13 ص 167 و 168 و 173 ، تهذيب التهذيب : ج 1 ص 560 الرقم 1490 وفيه «في السنة الرابعة» .

[11] مروج الذهب : ج 2 ص 295 ، تاريخ د��شق : ج 14 ص 115 و ص 121 ، الاستيعاب : ج 1 ص 442 الرقم 574 ؛ الإرشاد : ج 2 ص 27 .

[12] معاني الأخبار : ص 206 ، الاحتجاج : ج 1 ص 212 ح 38 ، الاختصاص : ص 185 ، إثبات الوصيّة : ص 155 ، المناقب لابن شهر آشوب : ج 3 ص 358 .

نام کتاب : دانش نامه اميرالمؤمنين (ع) بر پايه قرآن، حديث و تاريخ نویسنده : محمدی ری‌شهری، محمد    جلد : 1  صفحه : 122
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست