* * *
ومن الشعر المنسوب للإمام علي الرضا عليهالسلام :
إني ليهجـرني الصـديق تجنّبا
فأريـه أن لهـجره أسـبابا
وأراه إن عـاتبته أغـريته
فأرىٰ له تـرك العـتاب عـتابا
وإذا بـليت بجاهل مـتحكّم
يجـد المحال من الاُمـور صـوابا
أوليتـه مـني السكـوت وربما
كان السكوت عن الجواب جوابا [١]
واُدخل الإمام علي الهادي عليهالسلام علىٰ المتوكل والكأس في يده ، فلما رآه هابه وعظّمه وأجلسه إلىٰ جانبه... وقال له : أنشدني شعراً ، فقال الإمام عليهالسلام : أنا قليل الرواية للشعر ، ثمّ أنشده :
باتوا علىٰ قلل الأجبال تحرسهم
غلـب الرجال فما أغنتهم القلـل
واستنزلوا بعد عزّ عن معاقلهـم
واُسكنوا حفراً يا بئس ما نـزلـوا
ناداهم صارخ من بعد دفنهـم
أين الأساور والتيجـان والحلـل
أين الوجوه التي كانت منعّمـة
من دونها تُضرب الأستـار والكلل
فأفصح القبر عنهم حين ساءلهـم
تلك الوجوه عليها الـدود يقتـتل
قـد طال ما أكلوا دهراً وما شربوا
فأصبحوا بعد طول الأكل قد اُكلوا
فبكى المتوكل حتىٰ بلّت لحيته دموع عينه وبكى الحاضرون [٢].
[١] عيون أخبار الرضا عليهالسلام / الشيخ الصدوق : ٢ / ١٧٥.
[٢]تذكرة الخواص / سبط ابن الجوزي : ص ٣٢٣.