نام کتاب : سماحة الإسلام وحقوق الأقليّات الدينيّة نویسنده : العذاري، السيد سعيد كاظم جلد : 1 صفحه : 38
وبأساليب لا تتناسب
حتى مع القيم الجاهلية التي تعيب ممارسة الوسائل الوضيعة مع الخصوم والاعداء.
وعلى سبيل المثال : بينا رسول الله صلىاللهعليهوآله ساجد وحوله ناس من قريش ، فقالوا : من
يأخذ سلى هذا الجزور أو البعير فيقذفه على ظهره ؟ فجاء عقبة بن أبي معيط فقذفه على
ظهر النبي صلىاللهعليهوآله [١].
واستمر مشركو قريش في مواجهة رسول الله صلىاللهعليهوآله ومن آمن به ، فوثبت كل قبيلة على من
فيها من المسلمين ، فجعلوا يحبسونهم ويعذبونهم بالضرب والجوع والعطش ، وبرمضاء مكة
إذا اشتد الحرّ.
وكان ممن عُذِّبوا بلال الحبشي ، وكان
اميّة بن خلف يخرجه إذا حميت الظهيرة ، فيطرحه على ظهره في بطحاء مكة ، ثم يأمر
بالصخرة العظيمة فتوضع على صدره ، ثم يقول له : لا تزال هكذا حتى تموت ، أو تكفر
بمحمّد ، وتعبد اللات والعزّى ، فيقول وهو في ذلك البلاء : أحد أحد.
وكان بنو مخزوم يخرجون بعمّار بن ياسر
وبأبيه وأمه إذا حميت الظهيرة ، ويعذّبونهم برمضاء مكّة ، فيمرّ بهم رسول الله صلىاللهعليهوآله فيقول : « صبراً آل ياسر موعدكم الجنة »
، وقد قتل المشركون سميّة أم عمّار لانها أبت موافقتهم على كفرهم ، وبهذا استحقت
وسام أوّل امرأة شهيدة في الإسلام [٢].
وكان رسول الله صلىاللهعليهوآله يأمر المسلمين بالصبر ، ولم يتخذ أي
موقف مسلح لردّ العدوان ، بل بقي يدعو إلى الصبر والاكتفاء بالحذر والاستتار عن
أعين المشركين ، إلى أن يأذن الله تعالى بأمره.