نام کتاب : زواج بغير اعوجاج نویسنده : حسين هادي الشامي جلد : 1 صفحه : 90
سبحانه وتعالى رسوله
صلىاللهعليهوآلهوسلم بقوله (ألم تر كيف فعل ربّك بأصحاب الفيل) فإنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لم ير الحادثة لأنه ولد في عامها « عام
الفيل » بل رآها بوجدانه وعقله لشهرتها بين الناس ، وإجماع المؤرخين على حدوثها.
كيف
وقعت الحادثة ؟ اتخذ العلماء
الواعون هذه الحادثة من أعظم الدلائل على وجود الله سبحانه وتعالى ، لأنّ حدوثها
خارج عن مظاهر الطبيعة وأسبابها وذلك كما يلي :
(أ) هل الطبيعة تُحمِّل الطيور أحجاراً
بالمظهر الذي مرّ ذكره ؟
(ب) هل الطبيعة تولد تلك الطاقات
الجبارة في تلك الأحجار الصغيرة لتبيد آلافا من الرجال وتقطع أجسامهم إربا إربا ؟
هيهات ، هيهات ! فإن حادثة الفتك
والهلاك أحدثها رب محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم(ألم تر كيف فعل ربّك) وكذلك هو
ربنا ورب العالمين ، وهو الذي نادى رسوله أيضاً (واعبد ربّك
حتى يأتيك اليقين) ( نهاية سورة الحجر ).
فليكن النداء الأول (ألم تر كيف فعل ربّك) منبها للحاج
وللقراء الأعزاء ليتبعوا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وفي النداء الثاني (واعبد ربك
حتى يأتيك اليقين) وليسلكوا سبيله في عبادة ربهم حتى
يأتيهم اليقين ( يعني الموت ) وليحذروا أن يأتيهم الموت بغتة وهم ساهون لاهون ،
وعن طاعة ربهم معرضون ( رجاء : راجعوا مرة أخرى الصفحات ١٩ ـ ٢٠ ـ ٢١ ) فإن الله
سبحانه وتعالى سيعذب المجرمين يوم القيامة بأحجار عذابها أكبر من الأحجار التي رمي
بها أصحاب الفيل أضعافا مضاعفة في الشدة والمدة ويشاركهم أصحاب الفيل أيضاً وذلك
لأنها نارية ، ويمتد عذابها لمدة طويلة قد تكون آلافا من السنين ، أو أبدية مضافاً
إليها مظاهر أخرى من العذاب ( نعوذ بالله ) كما قال تعالى : (يا أيها الذين آمنوا قوا انفسكم وأهليكم ناراً
وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما
يؤمرون)
( التحريم : ٦ ).
نام کتاب : زواج بغير اعوجاج نویسنده : حسين هادي الشامي جلد : 1 صفحه : 90