فلما كان يوم الأحد جلس ، فكان اول من
تقدم اليه تلك المرأة.
فقالت : السلام عليك يا امير المؤمنين
ورحمة الله وبركاته.
فقال : عليك السلام ، ثم قال : اين
الخصم ؟
فقالت : الواقف على رأسك يا امير
المؤمنين ... واومأت الى ابنه العباس ...
فقال : يا احمد بن ابي خالد ، خذ بيده
فأجلسه معها مجلس الخصوم.
فجعل كلامها يعلو كلام العباس. فقال لها
احمد بن ابي خالد : يا أمة الله انك بين يدي امير المؤمنين ، وانك تكلمين الأمير
فاخفضي من صوتك.
فقال المأمون : دعها يا احمد فان الحق
انطقها ، والباطل اخرسه ثم قضى لها برد ضيعتها اليها ( وظلم العباس بظلمه لها )
وأمر بالكتاب لها الى العامل الذي ببلدها ، ان يوغر لها ضيعتها [١] ويحسن معونتها ، وأمر لها بنفقة » [٢].
بوران
زوجة المأمون
كانت النساء المسلمات يعقدن مجالس العلم
والأدب للمناظرة والمساجلة.
فمن النساء اللواتي برزن في ميدان العلم
السيدة بوران زوجة المأمون ( الخليفة العباسي ) كانت فارسية الأصل جمعت بين
الكرامة الاسلامية