أما في العهد العباسي وذلك عندما أصبحت
بغداد مقر الأمبراطورية الإسلامية ، وازدهرت دور العلم ، وتوافد اليها العلماء
والأدباء.
لقد كان الخليفة العباسي « المأمون »
عالماً فيلسوفاً يعقد مجالس العلم ويناظر فيها ، ويبذل الأموال الطائلة في سبيل
الترجمة والتأليف.
أما وقد أصبح الناس في ذلك العهد يقدرون
الأشخاص بمقدار نصيبهم من العلم والآدب فمن الطبيعي ان تلتمس المرأة طريقها في هذا
المضمار ، وتأخذ منه مقداراً يحمل القوم على حبها واحترامها.
منهن السيدة زبيدة زوجة الرشيد ، لم
تقتصر على مشاريعها الخيرية التي لا تزال باقية حتى الان ، فإنها كانت على جانب من
الأدب.
قالت تخاطب ابنها الأمين في قصيدة طويلة
منها :
نفسي فداؤك لا يذهب بك التلف
ففي بقاءك ممن قد مضى خلف
ولها أشعار كثيرة في رثاء ولدها الأمين
، ومدح المأمون والشكاية من طاهر بن الحسين قاتل ولدها.
وكان لبعض النساء في العهد العباسي مساهمة
فعالة ، فشاركن في العلوم