ولكن عمرة وقفت مواقف الاشراف الأباة ،
وهيهات أن تذل الحرة ، وتبيع عقيدتها ، أمر مصعب بقتلها لعلها تنهار أمام التهديد
والخوف. واستعمل جميع وسائل الإغراء من بذل المال وأطماعها بالجاه ، وغير ذلك.
لكنه وقف أمام عقيدتها الراسخة ووفائها
وصمودها الجبار عاجزاً مقهوراً. فباء بالفشل والخيبة ، ولم تنفعه الحيل.
بعد ذلك أمر أن توضع ( عمرة بنت النعمان
) في حفرة وأمر السياف أن يقف على رأسها ووقف مصعب بجانبها يتوعدها تارة ويتهددها
اخرى.
لكن عمرة لم تكترث بالموت ، ولم تبالي
بما يحيط بها من دواعي الشر بل انطلقت تقول بصوت ملؤه الإيمان بالله ، تصرخ في
وجوه الظالمين : كيف اتبرأ من رجل يقول ربي الله !؟ اني اعهده صائماً نهاره ،
قائماً ليله ، وقد بذل دمه في سبيل الله ورسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم
« شهادة أرزقها ثم اتركها ! الله اشهد اني متبعة لنبيك وابن بنته ... وأهل بيته ...
وشيعته.
وحينما ابت عمرة الانصياع لمصعب وراعه
صمودها أمام السياف فضربها ثلاث ضربات على رأسها حتى ماتت ، وهي باقية على عقيدتها.
وفي مقتل عمرة بنت النعمان الانصارية ،
قال عمر بن ابي ربيعة :