صاحت نساء الكوفة باكيات على حال حرائر
الرسول الذليلات.
لكن زينب ابنة علي مثال الإباء صاحت بهم
زاجرة ثم قالت : كما ذكر الرواة [١].
« أما بعد يا أهل الكوفة ، أتبكون ؟ فلا
سكنت العبرة ولا هدأت الرنة ... إنما مثلكم مثل التي نقضت غزلها من بعد قوة
أنكاثاً تتخذون أيمانكم دخلاً بينكم ألا ساء ما تزرون.
أي والله فابكوا كثيراً ، واضحكوا
قليلاً ، فقد ذهبتم بعارها وشنارها ، فلن ترحضوها بغسل ابداً. وكيف ترحضون قتل سبط
خاتم النبوة ، ومعدن الرسالة ، ومدار حجتكم ومنار محجتكم ، وهو سيد شباب أهل الجنة
؟ ...
لقد أتيتم بها خرقاء شوهاء ...!
أتعجبون لو أمطرت السماء دماً ؟! ألا
ساء ما سولت لكم أنفسكم أن سخط الله عليكم ، وفي العذاب أنتم خالدون.