وقفت عليهاالسلام
تذرف العبرات بصمت كئيب ، فدورها لم يحن بعد ... ينتظرها في كربلاء.
امسكت قلبها تعتصره في ذعر وهلع ، واصغت
في وجوم إلى الضجة ، وإلى صيحات الألم واللوعة ، المنبعثة من حناجر المؤمنين تعلن
... مات أمير المؤمنين.
نرى عقيلة بني هاشم ترعى الإمام الحسن
وقد وقف بين الجمع يقول :
« لقد قبض في هذه الليلة رجل لم يسبقه
الأولون بعمل ، ولا يدركه الآخرون بعمل. ولقد كان يجاهد مع رسول الله (ص) فيقيه
بنفسه ، ولقد كان يوجهه برايته فيكتنفه جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره ، فلا
يرجع حتى يفتح عليه ، وما خلف صفراء ولا بيضاء ... ثم خنقته العبرة فبكى ، وبكى
الناس معه [١].