من المنبت الزاكي والشجرة الطيبة التي
أصلها ثابت وفرعها في السماء.
في بيت تجمعت فيه صفات الإنسانية ،
وخصال الرحمة والوفاء.
في المنزل الذي تتهادي في جنباته شمائل
الشرف والبطولة والكرم والحياء.
في السنة الخامسة للهجرة ولدت لسيدة
النساء فاطمة الزهراء ابنتها عقيلة الهاشميين « زينب ».
في هذا الجو العابق بالتقى والورع
والإيمان ، تفتحت هذه الوردة الزكية المنبت ، الكريمة المحتد ، فرأت النور مشرقاً
في وجه جدها الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم
وتفتحت عيناها على بسمة أبيها علي (ع) وحنان امها فاطمة سيدة نساء الأنام.
استقبل بيت الرسول الوليدة المباركة ،
يفوح عبيرها في المهد ، عبير المنبت الطيب ، سلالة الأشراف ، ويرتسم في قسمات
وجهها المضيء ملامح الأجداد الكرام ، والآباء العظام. وتلوح في طلعتها المشرقة
هيبة امها الزهراء ، التي حباها الباري سبحانه بمنزلة عالية ... فكانت أحب الناس
الى قلب أبيها الرسول ، وأشبههن به خَلقاً وخُلقاً ومنطقاً ، « فاطمة مني » وميزها
سبحانه فكانت الوعاء الطاهر للسلالة الطاهرة ، الأئمة الأطهار.
وقد ذكر المؤرخون وأهل الأخبار : أن
ظلالاً حزينة ارتسمت على مهد