سيدة جليلة حافظت على رسول الله (ص)
حفاظ الصدر على جنانه ، والطرف على إنسانه ، كانت تؤثره عليه الصلاة والسلام على
أولادها ، وترعاه بعناية تامة ، وتحنو عليه أكثر من حنو الوالدة على رضيعها.
لذلك نرى النبي (ص) قابل صنيعها الجميل
، وما قامت به من خدمات أحسن مقابلة.
روي عن الرسول (ص) لما توفيت فاطمة بنت
اسد بن هاشم [١]
زوجة أبي طالب ، ووالدة علي أمير المؤمنين (ع) كفنها رسول الله (ص) في قميصه وصلى
عليها ، وكبر عليها سبعين تكبيرة ، ونزل في قبرها فجعل يومي في نواحي القبر كأنه
يوسعه ، ويسوي عليها ، وخرج من قبرها وعيناه تذرفان. وجثا في قبرها ، فلما ذهب قال
له عمر بن الخطاب :
يا رسول الله رأيتك فعلت على هذه المرأة
شيئاً لم تفعله على أحد ؟ فقال : يا عمر إن هذه المرأة كانت بمنزلة امي التي
ولدتني.
[١] ذكر السيد
الامين في كتابه أعيان الشيعة ـ أن فاطمة بنت اسد سبقت الى الاسلام وهاجرت الى
المدينة في أول الهجرة. وروى الحاكم في المستدرك قال : كانت فاطمة بنت اسد اول
هاشمية ولدت من هاشمي ، وكانت بمحل عظيم من الإيمان ، في عهد رسول الله وتوفيت في
حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم.