وطافت الذكريات بالإمام علي (ع) واستولى
عليه الحزن واستسلم لذكريات الماضي الحبيب ، وأخذت تمر هذه الصور في مخيلته
متلاحقة تذكره بالراحلة الطاهرة الزكية التي كانت أشبه الناس بأبيها.
تذكرها يوم وقفت تلك الوقفة العظيمة ،
تُذكِّر المسلمين ما أنساهم إياه الدهر ... أو تناسوه كما جاء في كتاب الغدير [١]. حيث قالت : نسيتم قول رسول الله (ص)
يوم غدير خم : « من كنت مولاه فعلي مولاه » وقوله أيضاً (ص) : يا علي أنت مني
بمنزلة هارون من موسى.
وكانت من أقرب الناس الى أبيها في الجود
والسخاء والكرم ؛ ألم تسمعه يقول :
« السخاء شجرة من أشجار الجنة ، أغصانها
متدلية الى الأرض ، فمن أخذ منها غصناً قاده ذلك الغصن إلى الجنة ».
وقالت أيضاً : السخي قريب من الله ،
قريب من الناس ، قريب من الجنة ، بعيد عن النار ، وإن الله جواد يحب كل جواد.