انتقلت فاطمة إلى المرحلة الثانية من
حياتها ربة البيت وأم الأولاد ، بيت متواضع يسرح الإيمان في اجوائه ، وترقد
السعادة في جنباته ، يرعاه زوج كريم الخلق ، عظيم الشأن ، في الدنيا والآخرة.
وعلى مر السنين يمتلئ البيت بالأولاد من
بنين وبنات يحوط الجميع رعاية الرسول الأعظم (ص).
تقول الدكتورة بنت الشاطئ : « لا أصف
هنا ما كان لهذا الحب الأبوي من أثر عميق في اسعاد « فاطمة » التي أرهقها الحزن
وانهكها العبئ شابة ».
بل لا اصف هنا مدى ما بعث في حياتها
الزوجية التي عرفنا خشونتها وقسوتها مادياً ، من بهجة وانس وإشراق. فلقد اسعد «
فاطمة » ان تكون أماً لهذين الولدين الاثيرين عند ابيها (ص) ، وارضاها أن تستطيع
بفضل الله أن تهيء لأبيها الحبيب بعد ان انتقلت من بيته هذه المتعة الغامرة ، التي
يجدها في سبطيه الغاليين.
ولم يكن « علي كرم الله وجهه » أقل منها
سعادة وغبطة. لقد سره بل ازدهى ان تتصل به حياة ابن عمه النبي (ص) هذا الاتصال
الوثيق. فيمتزج دمه بدم النبي الزكي ، ليخرج من صلبه ذرية سيد العرب ، وبنو بنته
الزهراء ، ويذهب دون الناس جميعاً بمجد الأبوة لسلالة النبي وآل بيته الاكرمين » [٢].