تَنكِحُوا
مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاءِ)[١] فهي أول امرأة حرمت على ابن زوجها [٢].
روي عن ابن عباس أنه قال : ( إذا مات
الرجل وترك جارية ، القى عليها حميمه ثوبه ، فيمنعها من الناس ، فإن كان جميلة
تزوجها. وإن كانت قبيحة حبسها حتى تموت ) وظل هذا شأنهم إلى أن نزل الوحي بتحريم
ذلك (وَلا تَنكِحُوا مَا
نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاءِ إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ
فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلاً)[٣].
هذا الظلم الفادح الذي كان ينزل بالمرأة
بسبب ضعفها ، وبسبب عرف الجاهلية في حقها ، وأبشع العادات وأفظعها ، عادة وأد
البنات التي تميَّز بها عرب الجاهلية ، وعدُّوها من المكرمات قال الشاعر :
القبر أخفى سترة للبنات
ودفنها يروى من المكرمات
وأد البنات :
إن في الدين الإسلامي حيوية ومرونة
ومسايرة ، لكل عصر وزمان. ففي النظم الإسلامية من الحلول ما يكفي لجميع المشكلات
التي تعترض حياة الإنسان ، فالإسلام قد حرَّم وأد البنات ، وحفظ بل أبقى على هذا المخلوق
البريء حياته قال عز من قائل : (وَإِذَا
المَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنبٍ
قُتِلَتْ)[٤].