خديجة ، فيتزود
لمثلها ، حتى جاءه الحق ، وهو في غار حراء ، فجاءه الملك فقال : اقرأ ، قال ما أنا
بقارئ. قال فأخذني فغطني [١]
حتي بلغ مني الجهد. ثم أرسلني.
فقال : اقرأ ، فقلت ما أنا بقارئ ، قال
: فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال : اقرأ ، فقلت ما أنا
بقارئ ، فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ
* خَلَقَ
الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ
الأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ
بِالْقَلَمِ)[٢].
فرجع بها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يرجف فؤاده فدخل على خديجة بنت خويلد
فقال : زملوني ـ زملوني فزملوه حتى ذهب عنه الرعب فقال لخديجة : وأخبرها الخبر :
لقد خشيت على نفسي فقالت خديجة : كلا ما يخزيك الله ابداً ، إنك لتصل الرحم ،
وتحمل الكل ، وتكسب المعدوم ، وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق !
وفي سيرة ابن هشام عن النبي (ص) قال :
فخرجت حتى إذا كنت في وسط الجبل سمعت صوتاً من السماء يقول : يا محمد أنت رسول
الله وأنا جبريل. قال : فوقفت أنظر اليه. ما أتقدم وما أتأخر، وجعلت أصرف وجهي عنه
في آفاق السماء ، قال فلا أنظر في ناحية منها إلا رأيته كذلك ، فما زلت واقفاً ما
أتقدم
[١] وفي سيرة ابن
هشام ( فغتني ) والفت ـ حبس النفس ـ وفي السيرة الحلبية يقول : فغتني حتى حسبت أنه
الموت ، إشارة أن (ص) يحصل له شدائد ثلاث ثم يحصل له الفرح بعد ذلك. فكانت الاولى
ادخال قريش له (ص) في الشعب مع أهله ـ والتضييق عليه ـ والثانية اتفاقهم على قتله صلىاللهعليهوآلهوسلم والثالثة ـ خروجه من أحب البلاد اليه ،
مسقط رأسه مكة ـ المكرمة ـ وبعده عن الكعبة المقدسة.