وتربية جذرية تعمل
على استئصال العوامل الشريرة من داخل نفسه وأخيراً يكون من الأتقياء المؤمنين
والأفراد الصالحين في المجتمع.
ولهذا نجد النبي (ص) يصرح : « السعيد قد
يشقى ، والشقي قد يسعد » [١].
وقد ورد عن الإمام علي (ع) أنه قال : «
السعيد من وعظ بغيره والشقي من انخدع لهواه وغروره » [٢].
وبصورة موجزة نقول : إن السعادة تحصل
للانسان من مجموعة عوامل طبيعية ( وراثية ) وتربوية. وكذلك الشقاء ... ولقد أوضح
الامام الصادق (ع) هذا المبدأ في عبارة مختصرة فقال : « إن حقيقة السعادة أن يختتم
للمرء عمله بالسعادة. وإن حقيقة الشقاء أن يختتم للمرء عمله بالشقاء » [٣].
إن هذه الرواية تدلنا على حقيقة واضحة ،
هي أنه يجب الاحاطة بجيمع العوامل الوراثية والتربوية للفرد ، والنظر إلى نتيجة
تفاعلاتها ثم الحكم عليه بالسعادة أو الشقاء.
هذا ، وسنبحث في المحاضرة القادمة ،
العلة في اعتبار رحم الأم ملاكاً لسعادة الجنين دون صلب الأب في الروايات ، موضحين
ـ إن شاء الله ـ دور الأم في بناء الطفل.