قال الله تعالى : « فبما رحمة من الله لنت
لهم ، ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك »
[١].
حب الكمال :
من الأمور الفطرية عند الانسان ، والتي
يمكن أن تكون أساساً ثابتاً لتربية الطفل : غريزة التفوق ، وحب الكمال. إن الرغبة
في الترقي والتعالي تعتبر من فروع حب الذات المودع في فطرة كل انسان. وعلى المربي
القدير أن يستغل هذه الثروة النفسية ، ويقيم شطراً من الأساليب التربوية الصحيحة
على هذا الأساس ، فيسوق الطفل إلى طريق الترقي والتعالي.
لقد ورد بهذا الصدد حديث عن الامام
الحسن (ع) : ... « أنه دعا بنيه وبني أخيه ، فقال : إنكم صغار قوم ، ويوشك أن
تكونوا كبار قوم آخرين ، فتعلموا العلم ... فمن لم يستطع منكم أن يحفظه فليكتبه
وليضعه في بيته » [٢].
وفي هذا الحديث نجد أن الامام الحسن عليهالسلام ، لأجل أن يحث أبناءه وأبناء أخيه على
اكتساب العلوم ويشجعهم على ذلك يستفيد من حب الذات والترقي عندهم ـ وهو أمر فطري ـ
من دون أن يتوسل إلى الزجر والأساليب المخيفة ، ويفهمهم أن تحصيل العلم في اليوم ،
سبيل الوصول إلى العزة والعظمة في الغد.