responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 327

المحاضرة الثالثة عشرة

تعديل الميول ـ الفرار من تعذيب الضمير

قال الله تعالى : « أرأيت من اتخذ الهه هواه ، أفأنت تكون عليه وكيلاً » [١].

إتضح لنا مما ذكرناه في المحاضرات السابقة أن في الضمير الانساني قوة تسمى بالوجدان الأخلاقي. وفي الموارد التي يرتكب الانسان جريمة يقع فريسة اللوم والتقريع من تلك القوة الباطنية. إن الوجدان الأخلاقي من القوة والقدرة بحيث أنه لا يترك المجرم ونفسه حتى في عالم النوم. يستعرض أمام عينه جرائمه بصورة الرؤيا ، وبذلك يلومه عليها ...

إن قوة الوجدان الأخلاقي وإدراك قبح الاجرام هو الذي يحور صورة الحلم ولا يسمح بأن يظهر المجرم على صورته الواقعية من جهة ويجعل المجرم من جهة أخرى يشاهد جرائمه في الرؤيا برعب وقلق وأن الانقياد لأوامر الوجدان الأخلاقي وإطاعة مقرراته وظيفة حتمية لكل انسان ... فإن مخالفته تتضمن مصائب ومآسي لا تجبر. وسيدور بحثنا في هذه المحاضرة حول الاستفادة من الوجدان الأخلاقي ، وتنفيذ قوانينه والنتائج الوخيمة التي تترتب على مخالفته والخروج عليه.

قوتان باطنيتان :

هناك قوتان في طريق إرضاء الميول أو ضبطها وعدم الاستجابة لها في باطن كل انسان : احداهما ايجابية ، والأخرى سلبية. أما القوة الايجابية فهدفها جلب اللذائذ وإرضاء الغرائز فقط ، وتميل إلى إشباع جميع الميول الطبيعية بدون قيد وشرط وأن تحقق جميع الرغبات. هذه القوة لا تفهم الخير والشر ،


[١] سورة الفرقان |٤٣.

نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 327
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست