قال الله العظيم في كتابه الحكيم : « فأقم وجهك للدين
حنيفاً فطرة الله التي فطر الناس عليها. لا تبديل لخلق الله ... ذلك الدين القيم ،
ولكن أكثر الناس لا يعلمون » [١].
السعادة :
نشأ الانسان منذ نعومة أظفاره محباً
للسعادة والهناء ، فاراً من البؤس والشقاء ... فكل الناس يحبون أن يكونوا سعداء
مرفهين ، ويصرفون كل جهودهم في سبيل تحقيق ذلك الهدف المقدس النير ... السعادة.
ولكن المشكلة المهمة هي معرفة أساس
السعادة وحقيقة الرفاه ، إذ لا يتسنى لمن لا يعرف حقيقة السعادة أن يطلبها ويسعى
وراءها ، لأن السعي وراء أمر مجهول عبث وباطل.
وطوال القرون المتمادية والأعصار
المنصرمة ، بحث العلماء عن السعادة البشرية وألفوا فيها وأوردوا نظريات مختلفة في
هذا الموضوع. وكذلك الأمم والكتل البشرية اتخذت طرقاً معينة وأساليب خاصة للوصول
إلى السعادة ، وإذا أردنا أن نستقصي جميع تلك النظريات والآراء والطرق والأساليب
لاحتجنا إلى وقت أوسع من هذا ، إلا أننا سنكتفي بذكر أهم تلك الآراء والنظريات
المعروفة الآن. ثم نشير إلى بعض الأحاديث الواردة بشأن السعادة. هذا ولا يخفى أن
المدار في تلك النظريات والأقوال ومحل النزاع