نام کتاب : مصارع الشهداء ومقاتل السعداء نویسنده : آل عصفور، الشيخ سلمان جلد : 1 صفحه : 47
المصرع
الثالث
وهو مصرع أمير
المؤمنين عليهالسلام
إخواني ، قرّطوا آذان الإيمان بفكّ
أقفالها ، وشنّفوا مسامع الإذعان بحلّ أغلالها ، وخفّفوا ظهور الإيقان بحطّ
أثقالها ، وتيقّنوا أنّ الحكيم الأكمل لم يخلق الخلق بلا فائدة ، وتصوّروا أنّ
الحاكم الأعدل لا يظلم في الأحكام النافذة ، واعلموا أنّ الغنيّ الجواد لا يرغب
إلى رفد سواه ، وتحققوا أنّ الكريم المتفضّل لا يرجع فيما أسداه ، والطبع السليم
أوجب شكر المنعم ، والعقل المستقيم حتّم حمد الرازق المتكرّم ، والشكر على جسيم
الفواضل ضروريّ الوجوب ، والحمد لربّ الفضائل أمر مندوب.
فأعظم منن الله على العباد إرشادهم إلى
طريق الرشاد ، وأجسم مواهب الملك الجواد إيصال عبده إلى جادة السداد ، ليفيض عليه
نوالَيه ، حيث قد منحه بأصغَرَيه ، وكشف عن محجّبات عقله حجاب المتشكّكين ، وناداه
بعد فتح باب المعرفة : (ادْخُلُوهَا
بِسَلامٍ آمِنِينَ)[١].
وعلّة هذه النعمة وأصلها ومعناها
وصورتها هي الولاية لأمير المؤمنين عليهالسلام
، وبها يصل العبد إلى غاية المرام ، وذلك لأنّ أمير المؤمنين عليهالسلام أخو النبي ووصيّه ، ونائب الحق تعالى
ووليّه ، وأسد الله وعليّه ، ومختاره ورضيّه ، الّذي واسى النبي وساواه ، وبمهجته
في الملّمات وقاه ، وأجابه حين دعاه ولبّاه ، وشيّد الدين بعزمه وبناه ، وكان بيت
النبوّة مرباه ومنشاه ، وشمس الرسالة عرشه ومرتقاه ، وغُصنَي الجلالة ولداه ، فكم
نصر الرسول وحماه ، وغسّل النبي وواراه ، وقام بدَينه