responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مصارع الشهداء ومقاتل السعداء نویسنده : آل عصفور، الشيخ سلمان    جلد : 1  صفحه : 110

إذا انتضى بردة التشكيل عنه تجد

لاهوت قدس تردّى هيكل البشر

روي أنّه لمّا كان اليوم العاشر من المحرّم ـ وما أدراك ما اليوم العاشر ، يومٌ لا سؤدد إلاّ وانقضى ، وحسامٌ للعُلى إلاّ وفُلاّ ـ أمر الحسين عليه‌السلام بفسطاطه فضرب ، وأمر بجفنة فيها مسك ، كثير وجعل عندها نورة ، وجعل يطلي وبرير بن خضير الهمداني وعبد الرحمان الأنصاري واقفان بباب الفسطاط ليطليا بعده ، فجعل برير يضاحك عبد الرحمان ، فقال له عبد الرحمان : يا برير ، ما هذه بساعة ضحك ولا باطل !

فقال له برير : « لقد علم قومي أنّي ما أحببت الباطل كهلاً ولا شاباً ، وإنّما أفعل ذلك استبشاراً لما نصير إليه ، والله ما هو إلاّ أن تميل القوم علينا بأسيافهم فنعانق الحور العين ». قال : فسرّه كلامه [١].

ثمّ إن عمر بن سعد لعنه الله رتّب عسكره ميمنة وميسرة وقلباً وجناحين ، فجعل ابنه حفصاً على ميمنته ، وعمرو بن الحجاج على ميسرته ، وحميد بن مسلم على [ ال‌ ] جناح الأيمن ، والشمر على [ ال‌ ] جناح الأيسر ، ووقف هو في القلب ومعه صناديد الكوفة [٢].

ثمّ أمر النبّالة أن تتقدّم أمام القوم وأمرهم أن يرشقوا عسكر الحسين بالسهام ، فتقدّم اثنا عشر ألف نبّال وأوتروا ، فأقبلت السهام كأنّها قطر السماء فقال الحسين عليه‌السلام لأصحابه : « قوموا رحمكم الله إلى الموت الّذي لابدّ منه ، فهذه السهام رسل القوم إليكم [٣] ».

ثمّ إنّه رفع يده إلى السماء وقال : « اللهمّ أنت ثقتي في كلّ شدّة ، ورجائي في كلّ


[١] ورواه السيد بن طاوس في الملهوف : ص ١٥٤ مع اختلاف لفظي قليل ، وعنه في البحار ٤٥ : ١.

ورواه الطبري في تاريخه : ٥ : ٤٢٣.

[٢] انظر إرشاد المفيد : ٢ : ٩٥ ، وتاريخ الطبري : ٥ : ٤٢٢.

[٣] ورواه السيد ابن طاوس في الملهوف : ص ١٥٨.

نام کتاب : مصارع الشهداء ومقاتل السعداء نویسنده : آل عصفور، الشيخ سلمان    جلد : 1  صفحه : 110
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست