نام کتاب : ليلة عاشوراء في الحديث والأدب نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 145
والإغراء والخُداع ،
مؤمناً أن ذلك لا يمكن أن تتصف به النفوس العظيمة المؤمنة بربها والمؤمنة بعدالة
قضيتها ) [١].
ويتضحُ هذا الأمرُ جلياً في هذه الليلة
التي خَلّدها التاريخ ، وذلك من خلال موقفه عليهالسلام
في ساعات هذه الليلة الأليمة مع أهل بيته وأصحابه ، وذلك حينما أوقف أصحابه علىٰ
الأمر الواقع ولم يخفِ عليهم ليكونوا علىٰ بينة من أمرهم ومستقبلهم ، فوقف
قائلاً لهم : إني غداً أُقتل وكلكُم تُقتلون معي ولا يبقىٰ منكم أحد [٢] حتى القاسم وعبد الله الرضيع [٣].
مؤكداً عليهم أن كلَ من يَبق معه منهم
سوف يستشهد بين يديه ، فهو عليهالسلام
لا يُريد أن يتركَهُم في غَفلة من أمرهم ، ولئلا يتوهم أحدٌ منهم بأنه ربّما
يُهادنُ القومَ فيما بَعد ، أو يقبل بخيار آخرَ غيرِ القتال ، ولكنه عليهالسلام بَيّن لهم أنه يُقتل وهُم أيضاً يُقتلون
إذا مَا بقُوا معه ! وبهذا يكون عليهالسلام
قد أوقفهم علىٰ حقيقة الأمر.
وقد أكد هذا الأمر مرةً أخرىٰ
فيما قال لهم ، مشفقاً عليهم قائلاً : لهم أنتم جئتم معي لعلمِكم بأني أذهب إلىٰ
جماعة بايعوني قلباً ولساناً ، والآن تجدونَهم قد استحوذَ عليهم الشيطانُ ونسوا
الله ، والآن لم يكن لهم مقصدٌ سوىٰ قتلي ، وقتل من يجاهد بين يدي ، وسبي
حريمي بعد سلبهم ، وأخاف أن لا تعلموا ذلك ، أو تعلموا ولا تتفرقوا للحياء مني ،
ويحرم المكر والخدعة عندنا أهل البيت [٤].
[١] حياة الإمام
الحسين (ع) للقرشي : ج ١ ، ص ١١٩ ـ ١٢٠.