نام کتاب : سيّدة النساء فاطمة الزهراء عليها السلام نویسنده : الكعبي، علي موسى جلد : 1 صفحه : 202
لقيت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لأشكونكما اليه ».
فقال أبو بكر : أنا عائذ إلىٰ الله
من سخطه وسخطك يافاطمة ، ثم انتحب أبو بكر يبكي حتىٰ كادت نفسه أن تزهق وهي تقول : «
والله لأدعون الله عليك في كل صلاة أصليها » ، ثم خرج باكياً ،
فاجتمع
إليه الناس فقال لهم : يبيت كل رجل منكم معانقاً حليلته مسروراً بأهله ،
وتركتموني وما أنا فيه ، لا حاجة لي في بيعتكم ، أقيلوني بيعتي [١].
وروي أنه لما خرجا قالت عليهاالسلام لأمير المؤمنين عليهالسلام : «
هل صنعت ما أردت ؟ » قال : « نعم ».
قالت : «
فهل أنت صانع ما آمرك به ؟ »
قال : «
نعم ». قالت : «
فاني أنشدك الله إلّا يصليا علىٰ جنازتي ، ولا يقوما علىٰ قبري »[٢].
إنّ غضب الزهراء عليهاالسلام لم يكن ثأراً لنفسها
، أو لمسائل شخصية بينها وبين الشيخين ، ولو كان كذلك لرضيت عنهما ، إنها غضبت للتجاوز علىٰ حرمة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم
والانقلاب علىٰ الأعقاب ونبذ الكتاب ، ولهذا فقد أنفت ابنة الرسول أن تذكر
ما حدث لها شخصياً من حرق بيتها وضربها وإسقاط محسنها في خطبتها الشهيرة ،
وركزت علىٰ المسائل الأساسية التي أثارت في نفسها الوجد والسخط والغضب.
ولو لمست عليهاالسلام
تغييراً في موقف الشيخين ممّا ارتكباه ، أو تصحيحاً للمسار الذي انتهجاه ، لسارعت الىٰ الاذن لهما والرضا عنهما.
وقد تواتر عن أبناء الزهراء عليهاالسلام ـ معصومين وغيرهم ـ غضبها
علىٰ
[١]
الامامة والسياسة : ١٣ ـ ١٤ ، أعلام النساء / كحالة ٤ : ١٢٣ ـ ١٢٤ ، وراجع
دلائل الإمامة / الطبري : ١٣٤ ، بحار الانوار ٤٣ : ١٧٠ و ١٨٩ ـ ١٩٩.
[٢]
شرح ابن ابي الحديد ١٦ : ٢٨١ ، الشافي / المرتضىٰ ٤ : ١١٥.
نام کتاب : سيّدة النساء فاطمة الزهراء عليها السلام نویسنده : الكعبي، علي موسى جلد : 1 صفحه : 202