وقال تعالى كذلك في من آمن قبل فتح مكة
وفضلهِم ، ومكانتهم المعنوية المتفوقة على مَن أسلم بعدَ إعتزاز الإسلام ، واشتداد
أمره ، وقيام دَوْلته يعني أنّهم ليسوا سواء.
أجل هذه هي مكانة السابقين في الاسلام
وكان « ابوذر » منهم.
هذا مضافاً إلى أنَّه يُعَدُّ أول من
نادى بالإسلام على رؤوس الأشهاد وفي الملأ من قريش.
فيومَ اسلم « أبوذر » كان رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم يدعو الناس
إلى الإسلام سرّاً ، ولم تهيّأ بعدُ ظروفُ الجَهْر بالدعوة إلى هذا الدّين ، فانَّ
أتباع الإسلام والمؤمنين به لم يتجاوز عددُهم في ذلك اليوم عددّ الأصابع هم :
النبيُّ صلىاللهعليهوآلهوسلم
وخمسة ممن آمنُوا به ، وقبلوا دعوته ، ومع ملاحظة هذه الإعتبارات والظروف لم يكن
بدّ حسب الظاهر ـ من أن يُخفي « أبوذر » إسلامَه ، ويعودَ إلى قبيلته من دون أن
يعرف به أحدٌ في مكة.
ولكنَّ روحَ « أبي ذر » الطافحة
بالإيمان والحماس أبت ذلك ، وكأنه قد خُلِقَ لينهض في كل زمان ومكان ضدّ الظلم
والطغيان ، ويرفع عقيدته في وجه
١ ـ الواقعة : ١٠ ـ
١١.
٢ ـ التوبة : ١٠٠.
٣ ـ الحديد : ١٠.
نام کتاب : سيّد المرسلين صلّى الله عليه وآله نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 417