نام کتاب : زينب الكبرى عليها السلام من المهد الى اللحد نویسنده : القزويني، السيد محمد كاظم جلد : 1 صفحه : 522
بني هاشم ، وأخذت
بعُضادَتي باب المسجد [١]ونادت : «
يا جدّاه! إنّي ناعية إليك أخي الحسين »!! ، وهي مع ذلك لا تجفّ لها عبرة ، ولا
تفتُـرُ عن البكـاء والنحيـب. [٢]
إنّ الأعداء كانوا قد منعوا العائلة عن
البكاء طيلة مسيرتهنّ من كربلاء إلى الكوفة ومنها إلى الشام ، وهنّ في قيد الأسر
والسَبي ، حتى قال الإمام زين العابدين عليهالسلام
« إن دمعت من أحدنا عينٌ قُرع رأسه بالرمح » [٣].
والآن .. قد وصلت السيدة إلى بيتها ،
وقد ارتفعت الموانع عن البكاء ، فلا مانع أن تُطلق السيدة سراح آلامها لتنفجر
بالبكاء والعويل ، على أشرف قتيل وأعزّ فقيد ، وأكرم أسرة فقدتهم السيدة زينب في
معركة كربلاء.
وخاصةً إذا اجتمعت عندها نساء بني هاشم
ليُساعدنها على البكاء والنياحة على قتلاها ، وحضرت عندها نساء أهل المدينة
ليُشاركنها في ذرف الدموع ، ورفع الأصوات بالصراخ والعويل.
والبلاغة والحكمة تتطلّب من السيدة زينب
أن تتحدّث
[١] أي : الخشبتين
المنصوبتين عن يمين الباب وشماله. كما في « لسان العرب ».